﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


الثناء المذموم:

الثناء المذموم:

أما الثناء على الشخص بما ليس فيه، أو لا علم لمن أثنى عليه بوجودها فيه، أو يخشى عليه من الغرور بسبب الثناء عليه، فهو الثناء المذموم المنهي عنه، وإذا رضي به الممدوح دخل في الرياء أعاذنا الله منه.

ومما يدل على أن النهي من أجل القطع بصفة لا يعلم المادح أنها في الممدوح حقيقة حديث أبي بكرة رضي الله عنه.. قال: مدح رجلٌ رجلاً عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: >ويحك قطعت عنق صاحبك< ـ مراراً ـ >إذا كان أحدكم مادحاً صاحبه لا محالة، فليقل أحسب فلاناً، والله حسيبه، ولا أزكي على الله أحداً، أحسبه، إن كان يعلم ذاك، كذا وكذا[البخاري (7/87) ومسلم (4/2296.]

ومما يدل على أن النهي من أجل المبالغة والإطراء حديث أبي موسى رضي الله عنه، قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يثني على رجل ويطريه في المِدحة، فقال: >لقد أهلكتم أو قطعتم ظهر الرجل [7/87)
ومسلم (4/2297.]

ويدخل في ذلك ما اعتاده المداحون من المبالغة في المدح، وبخاصة الشعراء، كما في حديث أبي معمر قال: قام رجل يثنى على أمير من الأمراء، فجعل المقداد يحثي عليه التراب، وقال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحثي في وجوه المداحين التراب[صحيح مسلم (4/2297)].

وعلى تلك المعاني حمل العلماء النهي، فقد بوَّب النووي رحمه الله على أحاديث النهي بقوله: "باب النهي عن المدح إذا كان فيه إفراط، وخيف منه فتنة على الممدوح".. ثم قال: "وقد جاءت أحاديث كثيرة في الصحيحين بالمدح في الوجه، قال العلماء: وطريق الجمع بينها أن النهي محمول على المجازفة في المدح والزيادة في الأوصاف، أو على من يخاف عليه فتنة من إعجاب ونحوه إذا سمع المدح، وأما من لا يخاف عليه ذلك، لكمال تقواه ورسوخ عقله ومعرفته، فلا نهي في مدحه في وجهه إذا لم يكن فيه مجازفة، بل إن كان يحصل بذلك مصلحة، كَنَشْطِهِ للخير والازدياد منه، أو الدوام عليه أو الاقتداء به، كان مستحباً"[شرح النووي على مسلم(18/126).]



الأمر الثالث: لا ينبغي أن يُفهم مما مضى أن يَترك المؤمن إحسان عمله أمام الناس أو يفوِّته، خشيةً من الرياء، بل عليه أن يحافظ على أداء العمل، وأن يحسنه في خلوته وجلوته، ويجاهد نفسه على إرادة وجه الله؛ لأن الشيطان قد يصرفه عن العمل أو إتقانه موهماً له أن في ترك إحسانه أو إتقانه السلامة من الرياء، فالإخلاص يحتاج إلى مجاهدة النفس في كل حال، والله تعالى قال في كتابه الكريم في إحسان العمل: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)} [4]


1 - البخاري (7/87) ومسلم (4/2296.
2 - صحيح مسلم (4/2297)
3 - شرح النووي على مسلم(18/126).
4 - الملك.



السابق

الفهرس

التالي


15996871

عداد الصفحات العام

2064

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م