﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


المبحث الثالث: الأثر المترتب على سلوك الوالدين في التربية.

المبحث الثالث: الأثر المترتب على سلوك الوالدين في التربية.
إن سلوك الوالدين الصالحين أو الفاسدين له أثره العظيم في صلاح أبنائهما أو فسادهم، وهذا الأثر له خمسة جوانب:
الجانب الأول: استمرار أثر سلوكهما في الأسرة، بحيث يتبع كل مولود في الأسرة من هو أكبر منه من إخوانه، فإذا كانت تربية أخيه الكبير طيبة أثر الأخ الكبير في أخيه الصغير، واكتسب الجديد من القديم صفاته وأخلاقه الصالحة في الغالب، لتأثره به، وإن كانت تربية الكبير سيئة انتقلت تربيتهُ السيئة إلى أخيه الجديد كذلك، فتتكون الأسرة من أفراد فاسدين، لفساد تربية الأبوين، وتتكون من أفراد صالحين، لصلاح تربية الأبوين.
الجانب الثاني: أن الوالدين الصالحين ينالان من أبنائهما الصالحين، مثل ثواب أعمالهم الصالحة، تحقيقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((من سن سنة حسنة، فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، من غير أن ينقص من أجورهم شيء)). [مسلم وهو في جامع الأصول (6/357)].
ولقوله صلى الله عليه وسلم : ((الدال على الخير كفاعله)). [الترمذي، وهو في جامع الأصول (9/567ـ568) قال المحشي: حديث حسن].
الجانب الثالث: أنهما يستقبلان من أولادهما دعواتهم الصالحة وهما يرقدان في البرزخ إلى أن تقوم الساعة، لقوله صلى الله عليه وسلم: ((إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)). [مسلم وأبو داود والترمذي، وهو في جامع الأصول (11/180)].
الجانب الرابع: أن الآباء ينعمون بطاعة أولادهم لهم وأدبهم معهم في الدنيا بخدمتهم وبرهم، طاعةً لربهم التي ربوهم عليها، وتنفيذ أوامره واجتناب نواهيه؛ لأن الله تعالى أمر ببر الوالدين وحسن معاملتهم، ونهاهم عن معصيتهم وسوء الخلق معهم.
كما قال تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً...} . [النساء: 36]. وأمثال الآية كثير.
وقال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً}. [الإسراء: 24].
وفي حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، يقول: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنه في الجهاد، فقال: ((أحيٌّ والداك؟)).
قال: نعم.
قال: ((ففيهما فجاهد)). [4].
فقرن الله تعالى حق الآباء بحقه في الآيات، وقدم حقهم في الحديث على الجهاد ـ غير العيني ـ.
كما أن الوالدين الفاسدين ينالان مثل جزاء أبنائهما الفاسدين، جزاء على فساد تربيتهما، وتحقيقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((ومن سن في الإسلام سنة سيئة، كان عليه مثل أوزار من عمل بها إلى يوم القيامة، من غير أن ينقص من أوزارهم شئ)). ويفهم من قوله صلى الله عليه وسلم : ((الدال على الخير كفاعله)) أن الدال على الشر كفاعله أيضاً. [5].
الجانب الخامس: أنه يترتب على تربية الوالدين لأبنائهما، سعادة المجتمع الأبناء الصالحة؛ لأنهم يسعون لتحقيق كل ما فيه صلاح للمجتمع، وفي دفع ما فيه فساد له، تحقيقاً للولاء الإسلامي بين المؤمنين، المستلزم للإيثار وعدم الإضرار بالغير.
كما أن المجتمع يشقى بتربية الأبناء الفاسدة؛ لأنهم بسبب فساد تربيتهم يسعون فساداً في الأرض، وتتحكم فيهم الأنانية والأهواء، وبصلاح الأسر يصلح المجتمع، وبفسادها يفسد المجتمع؛ لأن المجتمع إنما يتكون من الأسر.

1 - مسلم وهو في جامع الأصول (6/357)
2 - الترمذي، وهو في جامع الأصول (9/567ـ568) قال المحشي: حديث حسن
3 - مسلم وأبو داود والترمذي، وهو في جامع الأصول (11/180)
4 - الحديث في الصحيحين وغيرهما
5 - سبق تخريج الحديثين قريباً



السابق

الفهرس

التالي


16307557

عداد الصفحات العام

645

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م