﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


الفصل الرابع عشر: لِمَنْ تفتح أبواب الجنة؟ وعَمَّنْ تُغْلَّقُ أبوابُ النَّار؟

الف9ل الرابع عشر: لِمَنْ تفتح أبواب الجنة؟ وعَمَّنْ تُغْلَّ8ُ أبوابُ النَّار؟

نعود مرة أخرى إلى الآية الكريمة التي فرض الله فيها 9يام شهر رمضان على المؤمنين، للتذكير بأن من أهم ما يثمره ال9يام في ال9ائمين، ت8وى الله عز و جل.
كما 8ال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ ال9ِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ 8َبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّ8ُونَ(183)}[1]. ونعيد كذلك التذكير بالحديث الذي بشَّر فيه الرسول 9لى الله عليه و سلم، بفتح أبواب الجنة وغل8 أبواب النار في شهر رمضان، كما روى أبو هريرة رضي الله عنه، 8ال: 8ال رسول الله 9لى الله عليه و سلم: ((إذا كان رمضان، فُتحت أبواب الرحمة وغُل8ت أبواب جهنم، وسُلسلت الشياطين))[ البخاري (1800) ومسلم (1079) واللفظ له.].
ثم نستفتي ال8رآن الكريم، في المؤهلات التي تفتح بها أبواب الجنة، وتغل8 بها أبواب النار.. فسنجد أن الت8وى التي يجنيها ال9ائمون من 9يامهم، هي خلا9ة المؤهلات لدخول الجنة، والنجاة من النار، في كل الأو8ات، ومن باب أولى في هذا الشهر الكريم.
و8د تكرر ذلك كثيراً في ال8رآن الكريم، ومن ذلك 8وله تعالى في الآيات الآتية: {إِنَّ الْمُتَّ8ِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ(15)}[3].
{تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَ8ِيّاً(63)} [4].

{وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّ8ِينَ(90)} [5].
{وَسِي8َ الَّذِينَ اتَّ8َوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَ8َالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ(73)} [6].
{8ُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّ8ُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَ9ِيراً(15)} [7].
{وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّ8ِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ(31)} [8].
{ هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّ8ِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ (49) جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمْ الأَبْوَابُ(50)} [9].
و8د جمع الله تعالى للمت8ين، دخول الجنة وما فيها من نعيم، والو8اية من النار، ف8ال تعالى: {إِنَّ الْمُتَّ8ِينَ فِي مَ8َامٍ أَمِينٍ (51) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (52) يَلْبَسُونَ مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَ8ٍ مُتَ8َابِلِينَ (53) كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (54) يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ (55) لا يَذُو8ُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلاَّ الْمَوْتَةَ الأُولَى وَوَ8َاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ(56)} [10].
ومعلوم أن الت8وى هي طاعة الله تعالى، بفعل ما أمر، وترك ما نهى عنه وزجر، ويدخل في ذلك، فعل الواجبات والمندوبات، وترك المحرمات والمكروهات، وفعل المباحات، أو تركها ت8رباً بذلك إلى الله تعالى، وهذه هي الأحكام التكليفية التي ذكرها العلماء في كتب أ9ول الف8ه.
كما يكثر في ال8رآن الكريم، أن الإيمان والعمل ال9الح، هما المؤهلان لدخول الجنة، والعمل ال9الح هو الت8وى، والإيمان أساسهما..
8ال تعالى: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا ال9َّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِ8ُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْ8اً 8َالُوا هَذَا الَّذِي رُزِ8ْنَا مِنْ 8َبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(25)}[1]. وكثيرا ما يف9ل ال8رآن الكريم، مؤهلات أهل الجنة الناجين من النار، فعلاً وتركاً.
ومن أمثلة ذلك 8وله تعالى: {8َدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي 9َلاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى 9َلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُوْلَئِكَ هُمْ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11)}[12]. وينبغي أن يعلم أن الحد الأعلى للت8وى والإيمان والعمل ال9الح، هو ما سب8 من فعل المسلم الواجبات والمندوبات، وترك المحرمات والمكروهات، وفعل المباحات أو تركها، ت8رباً إلى الله تعالى. وهؤلاء هم الساب8ون بالخيرات.
وأن الحد الأدنى للت8وى الذي يستح8 به 9احبه الجنة والنجاة من النار، بفضل الله ورحمته، هو فعل الواجبات، وترك المحرمات، وهؤلاء هم الم8ت9دون في طاعة الله، بحيث لا يحر9ون على فعل المندوبات، وترك المكروهات.
ومع ذلك فإن رحمة الله تعالى تشمل من يفرط في ترك بعض الواجبات، وارتكاب بعض المحرمات، ما سلم من الشرك بالله، وهؤلاء هم الظالمون لأنفسهم.
و8د شمل هذه الأ9ناف الثلاثة، 8وله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ ا9ْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُ8ْتَ9ِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِ8ٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (33)} [13].
فالجنة يفتح الله أبوابها لطالبيها، والنار يغل8 الله أبوابها للهاربين منها، وطلب الأولى والهرب من الثانية، إنما يكونان بالإيمان والعمل ال9الح وت8وى الله الشاملة لفعل الواجبات وترك المحرمات.
ولهذا جاء في بعض ألفاظ حديث أبي هريرة، رضي الله عنه: بعد ذكر فتح أبواب الجنة، وغل8 أبواب النار: ((ونادى منادٍ: يا باغيَ الخير أ8بل، ويا باغيَ الشر أ89ر)).
ومن فضل الله تعالى على أمة 7 أنهم جميعاً يدخلون الجنة، إلا من حرم نفسه منها، فأبى دخولها، كما سب8 8ريباً في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله 9لى الله عليه و سلم، 8ال: ((كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى)) 8الوا: يا رسول الله ومن يأبى؟ 8ال: ((من أطاعني دخل الجنة، ومن ع9اني ف8د أبى))[ البخاري، بشرح فتح الباري (15/173) دار الفكر.].
و8د خ9َّ الله تعالى ال9ائمين، بباب من أبواب جنته الثمانية، لا يدخله غيرهم، إكراماً منه تعالى لهم، كما في حديث سهل بن سعد رضي الله عنه، عن النبي 9لى الله عليه و سلم، 8ال: ((في الجنة ثمانية أبواب، فيها باب يسمى الريان، لا يدخله إلا ال9ائمون))[ البخاري ر8م (3084) ومسلم (1152).].
وفي لفظ: ((ومن دخله لم يظمأ أبداً))[ الترمذي (765) و 8ال: هذا حديث حسن 9حيح غريب.].
8ال الحافظ: "وهو مما و8عت المناسبة فيه بين لفظه ومعناه؛ لأنه مشت8 من الري، وهو مناسب لحال ال9ائمين، وسيأتي أن من دخله لم يظمأ"[ فتح الباري (4/11).].



وفي ذلك فليتنافس المتنافسون:
إن من أعظم نعم الله على عبده المؤمن، أن يجتهد في عبادة ربه، في كل باب من أبواب الخير: ال9لاة، وال9يام، والزكاة وال9د8ة، والحج، والجهاد في سبيل الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والذكر، و9لة الرحم، وتلاوة ال8رآن، و8يام الليل، والاعتكاف... وبخا9ة في الأو8ات الفاضلة، مثل هذا الشهر المبارك "رمضان" لتجتمع له فضائل الأعمال، وينال من ربه تعالى رضاه وثوابه الجزيل.
وإن المسلمين لجديرون بأن يغنموا فر9ة فتح أبواب الجنة التي بشَّر بها الرسول 9لى الله عليه و سلم، في هذا الشهر الكريم، بأن يتطلعوا لكل تلك الأبواب، ولا ي8ت9روا على باب واحد منها، ا8تداء بالم9طفى 9لى الله عليه و سلم، وأ9حابه الكرام.
ومنهم خليفته الأول أبو بكر رضي الله عنه، الذي رجا له الرسول 9لى الله عليه و سلم، كل ذلك الخير.. كما في حديث أبي هريرة، رضي الله عنه 8ال: "سمعت رسول الله 9لى الله عليه و سلم، ي8ول: ((من أنف8 زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله، دعي من أبواب ـ يعني ـ الجنة: يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل ال9لاة دعي من باب ال9لاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل ال9د8ة دعي من باب ال9د8ة، ومن كان من أهل ال9يام دعي من باب ال9يام وباب الريان))، ف8ال أبو بكر: ما على هذا الذي يدعى من تلك الأبواب من ضرورة، و8ال: هل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله؟ 8ال: ((نعم وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر))[ البخاري (3466) ومسلم (1027).].
{خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسْ الْمُتَنَافِسُونَ (26)}[19].



1 - البقرة
2 - البخاري (1800) ومسلم (1079) واللفظ له.
3 - الذاريات
4 - مريم
5 - الشعراء
6 - الزمر
7 - محمد
8 - ق
9 - ص
10 - الدخان
11 - البقرة
12 - المؤمنون
13 - فاطر
14 - البخاري، بشرح فتح الباري (15/173) دار الفكر.
15 - البخاري رقم (3084) ومسلم (1152).
16 - الترمذي (765) و قال: هذا حديث حسن صحيح غريب.
17 - فتح الباري (4/11).
18 - البخاري (3466) ومسلم (1027).
19 - المطففين



السابق

الفهرس

التالي


15996453

عداد الصفحات العام

1646

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م