﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(023) مفتاح باب الريان

(023) مفتاح باب الريان

سبب حث طلبة العلم في الحلقة السابقة على الاهتمام بالحلقتين

سبب ذلك ثلاثة أمور:

الأمر الأول: نقل الخبرة في طلب العلم سلبية كانت أم إيجابية، لإخواننا الطلبة، ليستفيدوا منها، فيأخذوا الإيجابي منها ويتركوا السلبي.

الأمر الثاني: وجوب تلقي طالب العلم علمه على أيدي علماء، تلقوه عن علماء سابقين، ولا يكتفي بقراءة الكتب، بدون شيخ يفقهه في الدين على أسس متينة، ويصقل عقله بفكر نير، ويعلمه أدب طلب العلم، ويكون له قدوة حسنة في العمل والْخُلق، لينال بركة العلم ويزينه بالعمل.

فهذا هو سبيل الرسالة النبوية، أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم الوحي عن جبريل، وتلقاه عنه أصحابه، وتلقاه عن أصحابه التابعون، ولهذا كان أهل هذا السبيل، سائرين على صراط الله المستقيم، بدون إفراط ولا تفريط.

وعندما انحرف عن نهجهم بعضُ الفِرَق، فأخذوا علمهم من الدفاتر والورق، وآثروا على حلقات العلم والعلماء، اعتلاءَ المنابر لقيادة الدهماء، ضلوا عن صراط الحق والهدى، وأضلوا من قلدهم فغوى.

ولهذا قال الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن موسى الشاطبي رحمه الله: "من أنفع طرق العلم الموصلة إلى غاية التحقق به، أخذه عن أهله المتحققين به على الكمال والتمام، وللعالم المتحقق بالعلم أمارات وعلامات:
إحداها: العمل بما علم، حتى يكون قوله مطابقاً لفعله، فإن كان مخالفاً له، فليس بأهل لأن يؤخذ عنه، ولا أن يقتدى به في علم.

والثانية: أن يكون ممن رباه الشيوخ في ذلك العلم لأخذه عنهم، وملازمته لهم، فهو الجدير بأن يتصف بما اتصفوا به من ذلك، وهكذا شأن السلف الصالح. فأول ذلك ملازمة الصحابة رضي الله عنهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذهم بأقواله وأفعاله، واعتمادهم على ما يرد منه، كائناً ما كان،
وعلى أي وجه صدر، وصار مثلُ ذلك أصلاً لمن بعدهم، فالتزم التابعون في الصحابة سيرتهم مع النبي صلى الله عليه وسلم، حتى فقهوا ونالوا ذروة الكمال في العلوم الشرعية. وحسبك من صحة هذه القاعدة أنك لا تجد عالماً اشتهر في الناس الأخذ عنه، إلا وله قدوة اشتهر في قرنه بمثل ذلك. وقلما وجدت فرقة زائفة ولا أحداً مخالفاً للسنة، إلا وهو مفارق لهذا الوصف". [الموافقات (1/91ـ95) بتحقيق الأستاذ محمد عبد الله دراز].

الأمر الثالث: الاطلاع على أقوال العلماء في مسائل الاجتهاد والخلاف، ومعرفة أدلتهم وأوجه استدلالهم، وحل ما يشكل على الطالب؛ لأن ذلك يوسع أفق طالب العلم، ويكسبه القدرة على فقه النصوص، ويجعله يعرف قدر أهل العلم والأدب معهم، و يعرف قدر نفسه كذلك، فلا ينصب نفسه نداً لأكابر العلماء، أو يدعي أنه نال من العلم ما لم ينالوا، وهو من مراهقي العلم لم يبلغ الحلم، وقد تكرر وقوعي في ذلك، في وقت صغري وقلة علمي، فأردت أن أنبه من يمر بما مررت به، حتى لا يقول: "نحن رجال وهم رجال" وما قوله ذلك بصدق، إلا إذا قصد أنه مثلهم في الذكورة الطبيعية، وإلا فالفرق بينه وبينهم كالفرق بين السماء والأرض، وفي جوهرة الإسلام، هذا الأدب لطلاب العلم:
وَالْعِلْمُ لاَ بُدَّ لَهُ مِنْ عَالِمٍ يَبْذُلُهُ
لِطَالِبٍ مُجْتَهِدِ عَلَى يَدَيْهِ يَهْتَدِي
يَلْتَزِمُ التَّوَاضُعَا وَيَنْبُذُ التَّرَفُّعَا
أَمَا تَرَى جِبْرِيلاَ قَدْ حَمَلَ التَّنْزِيلاَ
مُعَلِّماً لِلْمُصْطَفَى مِنْ رَبِّهِ مُكَلَّفَا
وَصَحْبُهُ قَدْ حَازُوا عُلُومَهُ فَفَازُوا
وَهَؤُلاَءِ عَلَّمُّوا مَنْ جَاءَ مِنْ بَعْدِهُمُ
عَلَى أُصُولٍ سَامِيَهْ مِثْلَ الْجِبَالِ الرَّاسِيَهْ
فَحَقَّقُوا لِلأُمَّةِ كُلَّ مَعَانِي الْعِزَّةِ
وَلَمْ تَزَلْ آثَارُهُمْ رَافِعَةً أَقْدَارَهُمْ
وَمَا أَضَلَّ الْفِرَقَا وَسَبَّبَ التَّزَنْدُقَا
فِي كُلِّ عَصْرٍ غَابِر وَفِي الزَّمَانِ الْحَاضِرِ
إِلاَّ السُّلُوكُ الشَّارِدْ عَنِ السَّبِيلِ القَاصِدْ
ثُمَّ أَتَتْ أَزْمَانُ خَفَّ بِهَا الإِيمَانُ
وَقَلَّ فِيهَا الْعُلَمَا وَالْعُقَلاَ وَالْحُكَما
وَصَارَ فِيهَا الْجَهَلَه بَيْنَ الْمَلاَ مُبَجَّلَهْ
وَنَبَتَتْ شَرَاذِمُ سِيمَاهُمُ التَّعَالُمُ
شُيُوخُهُمْ دَفَاتِرُ صَمَّاً وَفَهْمٌ قَاصِرُ
لِذَا أَسَاؤُوا الأَدَبَا وَجَهْلُهُمْ تَرَكَّبَا
حَتىَّ إِذَا مَا ذُكِرَا إِمامُ عِلْمٍ غَبَرَا
مِثْلُ إِمَامِ الدَّارِ() وَرَكْبِهِ الأَبْرَارِ
قَالُوا - وَهُمْ أَذْيَالُ - نَحْنُ وَهُمْ رِجَالُ
وَخَبَطُوا فِي الْفَتْوَى لِلنَّاسِ خَبْطَ عَشْوَى
وَأَصْبَحَ التَّكْفِيرُ لَدَيْهُمُ يَسِيرُ
رَمَوْا ذَوِي الْجِهَادِ بِأَلْسُنٍ حِدَادِ
وَقَدْ تَرَى الْخَوَارِجَا أَعْدَلَ مِنْهُمْ مَنْهَجَا
لِذَا تَرَى الشَّبَابَا يَضْطَرِبُ اضْطِرَابَا
نسأل الله أن يفقهنا في دينه ويرزقنا الإخلاص له، والتواضع مع علماء الأمة، ويوفقنا للعمل بما علمنا.







السابق

الفهرس

التالي


15992107

عداد الصفحات العام

1259

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م