يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتْ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118) هَاأَنْتُمْ أُوْلاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنْ الغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119) إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120) - (آل عمران)
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


استخلاف أبي بكر لعمر كان بمشورة المسلمين وموافقتهم:

استخلاف أبي بكر لعمر كان بمشورة المسلمين وموافقتهم:
ولما مرض أبو بكر، رضي الله عنه مرض الوفاة، عهد بالخلافة في كتاب كتبه عثمان رضي الله عنه، إلى عمر بن الخطاب، وقرأ خطابه على المسلمين، فأقروا له بالسمع والطاعة. [البداية والنهاية لابن كثير (7/18)].
ولكنه رضي الله عنه لم يكتب بعهده إلى عمر، إلا بعد أن شاور بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد أن قرأ كتابه على الناس، أشرف عليهم وسألهم إن كانوا راضين باستخلافه عمر، فأجابوه بالسمع والطاعة.
قال ابن الأثير، رحمه الله: "لما نزل بأبي بكر، رضي الله عنه الموت، دعا عبد الرحمن بن عوف، فقال: أخبرني عن عمر؟ فقال: إنه أفضل من رأيك، إلا أنه فيه غلظة، فقال أبو بكر: ذلك، لأنه يراني رقيقاً، ولو أفضي الأمر إليه لترك كثيراً مما هو عليه، وقد رمقته فكنت إذا غضبت على رجل أراني الرضاء عنه، وإذا لنت له أراني الشدة عليه.
ودعا عثمان بن عفان، وقال: أخبرني عن عمر؟ فقال: سريرته خير من علانيته، وليس فينا مثله، فقال أبو بكر لهما: لا تذكرا مما قلت لكما شيئاً، ولو تركته ما عدوت عثمان، والخيرة له أن لا يلي من أموركم شيئاً، ولوددت أنى كنت من أموركم خلوا، وكنت فيمن مضى من سلفكم.
ودخل طلحة بن عبيد الله على أبي بكر، فقال: استخلفت على الناس عمر، وقد رأيت ما يلقى الناس منه وأنت معه، وكيف إذا خلا بهم، وأنت لاقٍ ربك فسائلك عن رعيتك؟ فقال أبو بكر: أجلسوني، فأجلسوه، فقال: أبالله تخوفني؟ إذا لقيت ربي فسألني، قلت: استخلفت على أهلك خيرَ أهلك.
ثم إن أبا بكر أحضر عثمان بن عفان خالياً، ليكتب عهد عمر، فقال له: اكتب باسم الله.. فلما كتب العهد، أمر به أن يقرأ على الناس، فجمعهم وأرسل الكتاب مع مولى له، ومعه عمر، فكان عمر يقول للناس: أنصتوا واسمعوا لخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه لم يألُكم نصحاً، فسكن الناس، فلما قرئ عليهم الكتاب سمعوا وأطاعوا.
وكان أبو بكر أشرف على الناس، وقال: أترضون بمن استخلفت عليكم؟ فإني ما استخلفت عليكم ذا قرابة، وإني استخلفت عليكم عمر، فاسمعوا له وأطيعوا، فإني والله ما ألوت من جهد الرأي، فقالوا: سمعنا وأطعنا" ثم أوصى عمر رضي الله عنه وصية بليغة بالناس بعده، وخوفه بالله". [الكامل في التاريخ (2/425) وما بعدها].
يتضح من ذلك أن أبا بكر رضي الله عنه شاور المسلمين في الخليفة بعده، وبدأ بأفضل القوم بعد عمر، ومنهم عثمان بن عفان، وسمع أبو بكر رأي الموافق والمخالف، ورد على من خالفه بالحجة المقنعة.
ولم يكتف بمشاورة القليل من كبار الصحابة، وكتابة العهد وقراءته على الناس، وإنما أشرف بنفسه ليعلم رضا الجماعة بعهده، حتى اطمأن إلى رضاهم وسمعهم وطاعتهم له.
فكان عهده رضي الله عنه بالخلافة لعمر، ترشيحاً له وتزكية، فقبلوا ترشيحه وتزكيته، ولو لم يقبلوا ذلك منه لما أجبرهم عليه هو، ولا قبل عمر أن يلي أمرهم وهم كارهون، وهو الذي قال: "إني إن شاء الله لقائم العشية في الناس فمحذرهم هؤلاء الذين يريدون أن يغصبوهم أمرهم" كما مضى قريباً.
وسيأتي أن هذا أسلوب من أساليب الشورى التي لم يحدها الشارع بنوع معين من الأساليب.
1 - البداية والنهاية لابن كثير (7/18)
2 - الكامل في التاريخ (2/425) وما بعدها



السابق

الفهرس

التالي


14752451

عداد الصفحات العام

1131

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م