﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


إنزال الرعب في قلوب أعداء المؤمنين منهم

إنزال الرعب في قلوب أعداء المؤمنين منهم
ومن أهم ما يمنحه الله عباده المؤمنين إنزال الرعب والخوف والرهبة في قلوب أعدائهم منهم ، كما قال تعالى : ( لأنتم أشد رهبة في قلوبهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون ( [الحشر : 13]
وإذ يزلزل الله الكافرين بالرعب من المؤمنين ، فإنه يسكب في قلوب المؤمنين الطمأنينة والثبات في أشد الأوقات حرجا ومشقة ، كما قال عز وجل : ( إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان ( [الأنفال : 12]
ويتبع تثبيتَ الله لعباده المؤمنين ، وإلقاءَ الرعب في قلوب أعدائهم ، تحقيقُ نصر الله لهم ، مالم يطيعوا أعداءه الكافرين ، فإن هم أطاعوهم ، لم يستحقوا منه رعبا لأعدائهم ولا نصرا عليهم ، بل يستحقون منه الهزيمة والخسران . قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين بل الله مولاكم وهو خير الناصرين سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين ( [آل عمران : 149-151]
وكلما كانت الأمة الإسلامية أعمق إيمانا بالله ، وأكثر اقتداء برسوله صلى الله عليه وسلم ، كان خوف أعدائها منها أشد ، وكان نصرها عليه آكد ، وكلما كان إيمانها أضعف ، وتمسكها بسنته أقل ، كان خوف أعدائها منها أنقص ، وكان نصرها عليهم أبعد …
وقد قال رسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : ( ونصرت بالرعب ) [صحيح البخاري ، من حديث أبي هريرة ، برقم : 2815 وصحيح مسلم ، برقم 521 ولفظه : (ونصرت بالرعب بين يدي مسيرة شهر )]
وإذا وصلت الأمة الإسلامية إلى حالة التردي في البعد عن الإسلام تبدلت الحال ، فنزع الله الرعب من قلوب أعدائها ، ووضعه قي قلوبها جزاء وفاقا ، كما هو حالنا اليوم ، حيث أصبح غالب قادة المسلمين يهابون – مع كثرة رعاياهم وقوة جيوشهم ، وتوافر إمكاناتهم ، وشجاعة شعوبهم - حفنة من اليهود داسوا كرامة هذه الأمة في الأرض المباركة .
وهذا ما يصوره لنا الحديث الذي رواه ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ) فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال : ( بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن ) فقال قائل يا رسول الله وما الوهن قال : ( حب الدنيا وكراهية الموت ) [سنن أبي داود ( 4/ 111 ) قال عنه شيخنا الألباني : حديث صحيح]
وإن في كراهية الموت في سبيل الله لَلْموتَ المحقق – موت المذلة والمهانة – بنوعيه : الموت الحسي الذي نشاهده في كثير من بلدان المسلمين ، على أيدي الأعداء الأصليين ، من اليهود والنصارى والوثنيين ، والموت المعنوي ، وهو عدم الإحساس بالذل والمهانة التي يصبها أعداء الإسلام على هذه الأمة التي أصبحت لا تبالي بظلم الأعداء وقهرهم لها ، إلا من شاء ربك ممن يتعاون المتسلطون في بلدانهم مع الأعداء على تكميم أفواههم وإسكات صوتهم ، بل وتعذيبهم وتشريدهم وقتلهم ، لئلا ينبهوا الشعوب الإسلامية الغافلة على أسباب ما حل ويحل بها وبحقوقها من اعتداء وظلم وقهر .
وإن في حب الموت في سبيل الله للحياة السعيدة حياة العزة في الدنيا والآخرة كما قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله والرسول إذا دعاكم لما يحييكم ( [الأنفال : 24]
وليس المراد من هذا أن يقعد المسلمون عن إعداد العدة لجهاد الأعداء ، ركونا إلى أن الله قد وعدهم بإلقاء الرعب في قلوب عدوهم ، لأن الله الذي وعدهم بإلقاء الرعب في قلوب عدوهم ، هو الذي أمرهم بإعداد العدة التي ترهب ذلك العدو ، كما قال تبارك وتعالى : ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء يوف إليكم وأنتم لا تظلمون ( [الأنفال : 60]





السابق

الفهرس

التالي


16484830

عداد الصفحات العام

219

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م