﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


تعريف الإيمان

تعريف الإيمان
1- تعريفه لغة
اشتهر في كتب اللغة العربية أن الإيمان معناه التصديق .
ففي اللسان : " وأمن بالشيء صدق " وفيه أيضا : " واتفق أهل العلم من اللغويين وغيرهم أن الإيمان معناه التصديق ، ومن أهم ما استدلوا به قوله تعالى : ( وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين ( " [يوسف : 17]
وقد ناقش شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله هذا الادعاء – الذي ذكره صاحب اللسان وغيره – فقال مخاطبا من ادعى ذلك : ( أتعني بأهل اللغة نقلتها، كأبي عمرو والأصمعي والخليل ونحوهم ، أو المتكلمين بها ؟ فإن عنيت الأول ، فهؤلاء لا ينقلون كل ما كان قبل الإسلام بإسناد ، وإنما ينقلون ما سمعوه من العرب في زمانهم ، وما سمعوه في دواوين الشعر وكلام العرب ، وغير ذلك بالإسناد . ولا نعلم في ما نقلوه لفظ الإيمان ، فضلا عن أن يكونوا أجمعوا عليه . وإن عنيت المتكلمين بهذا اللفظ قبل الإسلام ، فهؤلاء لم نشهدهم ، ولا نقل لنا عنهم ذلك . ) [مجموع الفتاوى ( 7/123 )]
قلت وفي كلام شيخ الإسلام السابق تنبيه على أمور :
الأمر الأول : أن بعض الألفاظ التي يقال : إنه دال على معنىً ما ، قد ينسب ذلك المعنى إلى اللغة العربية ، فيقال : هو في اللغة كذا ، ويشتهر عند الناس بذلك ، حتى يُدَّعَى فيه الإجماع ، مع أنه عند البحث والاستقصاء قد لا يدل عليه دليل .
ومن هذا لفظ " الإيمان " فإنه اشتهر في كتب أهل العلم بأن معناه في اللغة التصديق ، ومع ذلك نرى هذا الإمام يقول فيه : ( ولا نعلم فيما نقلوه لفظ الإيمان ) أي إن لفظ الإيمان بهذا المعنى لم يعلمه ابن تيمية منقولا عن العرب قبل الإسلام . ولو كان هذا اللفظ موجودا عند العرب بهذا المعنى لكان له شواهد في شعرهم ونثرهم كغيره من الألفاظ التي عبروا بها عن معان محددة .
الأمر الثاني : عدم صحة الإجماع على أن الإيمان معناه في اللغة التصديق ، لأنه – كما قال – إذا لم يعلم نقل لفظ الإيمان عن العرب قبل الإسلام ، فكيف يدعى الإجماع أن معناه عندهم التصديق ؟!
الأمر الثالث : أن نقلة اللغة عندما نسبوا هذا اللفظ " الإيمان " بهذا المعنى : " التصديق " لم ينقلوه بإسناد ، والنقل بدون إسناد غير معتمد عليه ، لاسيما في مثل هذا المقام الذي يراد منه تفسير مراد الله بالمفهوم اللغوي .
هذا ولا يفهم من كلام ابن تيمية أنه ينكر ورود لفظ الإيمان بمعنى التصديق في اللغة العربية في الجملة ، وإنما مراده عدم صحة حمل المعنى الشرعي الذي بلغت النصوص الدالة عليه حدا يصعب معه حصر معناها ، على المعنى اللغوي الذي لم تذكرله شواهد في لغة العرب قبل الإسلام ، مما يدل على عدم شهرة اللفظ نفسه عندهم .
وقد نُقِلت عنهم ألفاظ تدل على معان ولها شواهد من كلامهم قبل الإسلام ، وجاء الشرع بتلك الألفاظ لمعان أخرى ، ولم يجرؤ أحد على حملها على المعنى اللغوي ، مثل : " الصلاة " و " الصيام " و " والزكاة " …

أما الاستشهاد بالآية الكريمة ( وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين ) [يوسف: 17] فسيأتي الكلام عليه عند الحديث عن الفرق بين الإيمان والتصديق ، وبيان عدم ترادفهما .[ راجع مجموع الفتاوى (7/589 )]








السابق

الفهرس

التالي


16477563

عداد الصفحات العام

1241

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م