إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حكم الاستعانة بغير المسلم(1)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حكم الاستعانة بغير المسلم(1)



    هذا الموضوع كتب قبل الاحتلال العراق، عندما كان المحتلون يعدون العدة للاحتلال، وعملاؤهم يطبلون لهم مسرورين في الفنادق الغربية في بريطانيا وواشنطن، وهاهو قد تحقق ما ذكر فيه بعد الاحتلال أكثر مما أشير إليه فيه. [فنشره للعبرة]

    والموضوع يتضمن أمرين:

    الأمر الأول: حكم تعاون المعارضة العراقية مع الأمريكان، لإسقاط نظام صدام

    الأمر الثاني: خطورة هذا الأمر على مستوى العراق والأمة الإسلامية
    وستتضمن الإجابة بيان خمسة محاور:

    المحور الأول: السبب الذي تعلنه المعارضة لتسويغ تحالفها مع الحكومتين الأمريكية والبريطانية، وبيان مدى شرعيته

    المحور الثاني: حكم الاستعانة بغير المسلمين على غير المسلمين.

    المحور الثالث: حكم الاستعانة بغير المسلمين على المسلمين.

    المحور الرابع: حكم تحالف المسلمين مع غير المسلمين.

    المحور الخامس: الأخطار المترتبة على هذا التحالف.

    المحور السادس: الحل الشرعي.

    المحور الأول: السبب الذي تعلنه المعارضة لتسويغ تحالفها مع الحكومتين الأمريكية والبريطانية التي سموها بـ(قوات التحالف الدولية) وبيان مدى شرعيته

    إن السبب المعلن من قبل المعارضة العراقية، لتحالفها مع الحكومتين الأمريكية والبريطانية، ومن دار في فلكهما من الأتباع، يتكون من البنود الآتية:

    البند الأول: استبداد حاكم العراق بالأمر في الشعب العراقي، واستئثاره بجميع مرافق الشعب وخيراته.

    البند الثاني: ظلم هذا الحاكم لشعبه، سجنا وتشريدا وقتلا بشتى أنواع الأسلحة الفتاكة.

    البند الثالث: إشعاله الحروب في المنطقة، ومنها حربا الخليج السابقتين لغزو العراق وما ترتب عليهما من آثار مدمرة.

    البند الرابع: اعتداؤه على جيرانه واحتلال أرضهم، كما حصل في الكويت.
    وهذه البنود كلها صحيحة، ولكن يجب هنا الإجابة على الأسئلة الخمسة الآتية

    السؤال الأول: هل أطراف المعارضة بريئة من المشاركة في هذا السبب ببنوده الأربعة، أو أن كثيرا منهم قد شاركوا فيه بصورة مباشرة أو غير مباشرة؟

    معلوم أن كثيرا من المعارضين اليوم، كانوا من أركان نظام حاكم بغداد، وأنهم من المسئولين عن كثير من المآسي والمظالم التي حلت بالشعب العراقي، وأن معارضتهم ليست في حقيقتها توبة نصوحا إلى الله وندما على ما اقترفته أيديهم من عدوان.

    وكثير منهم من أجهزة المباحث والاستخبارات التي وطدت أركان الحكم الظالم، ولهم ارتباطاتهم بأجهزة الاستخبارات الأجنبية التي ظلوا يتعاملون معها فترة طويلة من الزمن، وهم اليوم يتفيئون في ظلالها، وينعمون بضيافتها، وقد أصبحت هذه الوظيفة عادة متمكنة في نفوسهم، يصعب عليهم الانفكاك عنها؟

    السؤال الثاني: هل هدف أطراف المعارضة العراقية إزالة الأسباب التي ارتكبها حاكم بغداد، من الاستبداد، والظلم، وإشعال الحرب في المنطقة، والاعتداء على الجيران؟

    إنه من الظلم أن ننفي هذا الهدف عن جميع أطراف المعارضة، ففي المعارضة رجال صالحون، شديدو الرغبة في القضاء على تلك الأسباب التي أُعلِنَت لمعارضة حاكم العراق.

    ولكن هذه الفئة التي تريد تحقيق هذا الهدف، بعيدة كل البعد عن التحالف مع الأمريكان والبريطانيين، لأنها ترى أن الأيدي الطاهرة المؤمنة الوطنية، لا يمكن أن تعقد صفقة ضد شعبها مع اليهود والصليبيين.

    إن غالب المتحالفين مع الأمريكان والبريطانيين، هدفهم الوصول إلى السلطة على دبابات الجيوش الأجنبية التي ستدمر الشعب ومصالحه وقواته، ثم ليسيطر المحتلون عليه وينهبون بتروله وخيراته، ولا مانع عندهم من أن يفرض المحتلون الوصاية على نظامه المستسلم الجديد، الذي سيكون توأما لنظام "كابل"!

    السؤال الثالث: هل سيختفي الظلم والسجن والقتل والتشريد عن الشعب العراقي، بعد أن يتربع على كرسي الحكم نظام مفروض من محاربين أجانب؟

    ومن سيضمن ما يعد به المحاربون الأجانب من نشر الديمقراطية وتثبيت العدل كما يزعمون؟ ومن سيضمن وحدة الشعب العراقي وعدم تمزيقه إلى دويلات، أو تمكين قلة من الأطراف المتنازعة من الحكم وتسليطها على الأغلبية، كما هو المعتاد من الدول الأجنبية التي تحتل بلدان المسلمين؟ كما فعلت بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والبرتغال في غالب بلدان العالم، ولا زالت تلك البلدان تتجرع غصص ذلك المكر الاحتلالي البغيض، ومنها بعض الدول المجاورة للعراق.

    السؤال الرابع: هل سيطفئ الغزوُ الأمريكي البريطاني للعراق نارَ الحروب، ويقضي على العداوات والأحقاد بين طوائف الشعب العراقي وأحزابه المتصارعة؟

    أو سيكون بداية لانفجار حروب طاحنة بين طوائف دينية وأحزاب سياسية، ومجموعات عرقية، يصعب وقفها والقضاء عليها، بل ألا يخشى من أن يصُب العدوُّ والمحتل الزيت على النار ليقوي الشقاق والنزاع والانقسام، تحقيقا للترتيب الاستعماري الجديد الذي قرر إضعاف الدول العربية وتقوية الدولة اليهودية؟

    السؤال الخامس: هل ستمحو أمريكا باحتلالها للعراق، وتنصيبها نظاما جديدا فيه، النزعة العدوانية على بعض البلدان المجاورة.

    وهل سيستمر النظام الجديد المفروض فرضا على العراق في الحكم وفي السمع والطاعة لأمريكا؟

    أو سترفضه القوى المطرودة التي ستصبح هي المعارضة الجديدة، وستعيد السيرة الأولى "العدوان على بعض الجيران" بعزم أقوى وحقد أشد مما كانا عليه؟
    بل هل ستضمن الدول المجاورة التي تتظاهر أمريكا اليوم أنها تدافع عنها، أن تقلب لها أمريكا ظهر المجن، فتدخلها في الترتيب الظالم الجديد؟ إذا رأت أن مصلحتها في ذلك؟

    هذه الأسئلة وغيرها تَرِد على الأسباب التي تعلنها طوائف المعارضة العراقية، وتسوغ بها تحالفها مع الأمريكان والبريطانيين.

    إن الأسباب التي تعلنها المعارضة العراقية وتسوغ بها التحالف مع دول الكفر، لإسقاط نظام بغداد الحالي، وإقامة نظام جديد، تُنَصِّبه أمريكا، هذه الأسباب ليست خاصة بالنظام العراقي، بل تتصف بغالب تلك الأسباب أنظمة في الدول العربية، وأنظمة في كثير من الشعوب الإسلامية، بنسب متفاوتة، فهل يعد ذلك مسوغا لاستدعاء أعداء الإسلام من اليهود والصليبيين لتغيير تلك الأنظمة بالقوة، وإحلال أنظمة محلها، تقيمها هي تحت عينها وبصرها؟!

    إن معنى هذا أن تعطي الجماعات والأحزاب المعارضة في كل دولة، الغطاء الشرعي لاحتلال الدول الأجنبية تلك الدول والسيطرة عليها، وإنزال ظلم أشد على أهلها من الظلم الذي أنزله بها بعض أبنائها، وهو أمر لا يمكن أن يرضى به ذو عقل سليم؟

    وقد وضع المحتلون سببا خطيرا آخر، وأعلنوا انه السبب الجوهري للغزو، وهو امتلاك صدام حسين لأسلحة الدمار الشامل. فهل الأمر كذلك؟
    [تبين قبل الغزو وبعده أنهم كاذبون]


يعمل...
X