"أيهود باراك: على العالم الحر دعم السيسي والبرادعي"
إن العيون المادية التي ترى الشمس في السماء، وترى "الذرة" البالغة الصغر، وهي تدب على الأرض، إذا نظرت إلى كفتكم التي ضمتكم أنتم وحاضنتكم الكبرى إمبراطورية العصر "أمريكا" وجميع حلفائها من العرب وغيرهم القريبين والبعيدين، مع كثرة حيلكم وخداعكم، وما تملكون من قوة مادية، بداية بالدرهم والدولار، ونهاية بالأسلحة التي غزت الفضاء، شملت الكوكب الأرضي كله، إن تلك العيون الحادة، لا يشك صاحبها في رجحان كفتكم، لأن ثقلها واضح كل الوضوح.
ولكن العيون المبصرة التي لا ترونها أنتم، ومن في كفتكم، تنظر إلى كفتكم، ثم تنظر إلى الكفة الأخرى التي لا ترونها أيضاً، أو تغمضون عيونكم عن رؤيتها، لشدة ضوئها اللامع الذي لو نظرتم إليه بها لعميت، إن العيون المبصرة، - وهي عيون المسلمين الصادقين - ترى كفتكم لشدة خفتها، قد طاشت وضاعت في فضاء الكون، لأنها شبيهة برماد هبت عليه ريح شديدة في يوم عاصف، وأنتم ترونها ثقيلة ثقل أموال قارون الذي كانت مفاتحة تنوء بالعصابة أولي القوة، فأخذته العزة بالإثم عندما نصحه من نصح، وقد اشتد به الفرح، و {قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنْ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً ... (78)}.
فكانت عاقبته ذلك الخسف الذي جعل الذين تمنوا مكانه بالأمس، يحمدون الله الذي لم يؤتهم مثل ما آتاه، واعتبروا ذلك منة من الله وفضلا: {وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (82)} [القصص] وقد لا ينالكم الله بخسف مثله، ولكنه سيعذ بكم بيده وبأيدي المؤمنين من هذه الأمة، ونحن على يقين من ذلكم، بما بصرنا به ربنا.
وإن بصائر المؤمنين بالله وباليوم الآخر من أهل الإسلام لتنظر إليكم وكأنه وقد جاءكم اليوم الموعود الذي سيهلككم الله فيه على أيديهم أو على أيدي أبنائهم أو أحفادهم، فعند المسلمين بصائر لا يحتاجون إلى نور الشمس ليبصروا بها ما ستلقونه، بل هي مزودة بنور من ربهم الذي أنبأهم في كتابه الذي قال فيه: {وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى (4)} [النجم]
ولقد أخبر الله تعالى المسلمين، بما خاطبكم به في قوله: {ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمْ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً (6) إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً (7) عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا...(8)} [الإسراء].
وهاأنتم قد عدتم، وما أظنكم قد قويتم في عصوركم السابقة كقوتكم الحاضرة فأنتم اليوم أكثر نفيرا، وأعظم فسادا وأشد علوا في الأرض، فقد عدتم للإفساد الذي ذكره الله:{لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً (4)} فلا بد أن يعود الله عليكم بما تستحقون من عقابه في الدنيا قبل الآخرة: {وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنْ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7)} [الروم].
وأخبرنا الله كذلك أن أجدادكم وأجداد المشركين العرب وأجداد المنافقين منهم، تحالفوا على عداوة الرسول وأصحابه والتناصر عليهم، ولكن الله تعالى أحبط ما تحالفوا عليه، فهزمهم ونصر عبده.
ألم يُعَجِّب الله، منكم وينكر عليكم فتواكم لمشركي جهلة قريش بأن وثنيتهم أكثر هداية، من دين الإسلام، وأنتم أهل كتاب توحيد، كما قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنْ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً (51) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمْ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنْ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً (52)} [النساء] وأنتم الذين كنتم تهددون العرب قبل الإسلام، بأن نبيا سيبعث وتؤمنون به، وتنتصرون عليهم به: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89)} [البقرة].
ألم تتحالفوا مع المنافقين ضد الإسلام ورسول الإسلام، وسجل الله عليكم ذلك في كتابه الكريم، وأخبرنا أنكم ستفشلون في تحالفكم وفشلتم فعلا: {أَلَمْ تَرى إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (11) لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ (12)}[الحشر]
ألم يهزمكم الله تعالى أنتم وحلفاءكم من المشركين والمنافقين ويسجل عليكم نصر أوليائه في غزوة الأحزاب التي نقضتم فيها العهد مع المسلمين كعادتكم، لتستأصلوا شأفة الإسلام وأهله، كما قال تعالى مبينا حالات الفئات الأربع في إيجاز بليغ: {لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً (24) ورَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً (25) وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمْ الرُّعْبَ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمْ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً (26)} [الأحزاب].
إن الذي فعل بكم ذلك قَبْلًا، سيفعل بكم وبحلفائكم بَعْداً، وينصر المؤمنين الصادقين اليوم كما نصرهم قبل اليوم: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7)} [محمد]
فهل يستبعد منكم اليوم أيها اليهود، أن تتحالفوا مع من يسمون أنفسهم "لبراليين" أو "علمانيين" وهم ينكرون علنا شريعة الله، ويحاربون من يدعو إلى تطبيقها، كلا! فأنتم وحاضنتكم "أمريكا" أساتذتهم ومعلموهم، وهل يستبعد أن يهزمكم وينصر عليكم كما هزمكم جميعا ونصر عليكم من قبل، كلا!
ونحن لم نفاجأ بعداوتكم وتحالفكم ضد الإسلام والمسلمين، لأنكم تكفرون بجميع الرسالات، فقد حرفتم النور "التوراة" الذي أنزله الله على نبيكم موسى عليه السلام، وكتمتم ما بقي فيه من الحق، وما حللتم أرضا، إلا نشرتم فيها الفساد، وزرعتم في أهلها الشقاق، وجميع الدول التي خالطتم أهلها قبل احتلالكم الأرض المقدسة، تعرف فسادكم وإفسادكم فيها، وها أنتم اليوم تفسدون في ديارنا، لقوتكم المادية وحدها، بل للحلفين الغربي والعربي اللبرالي الدكتاتوري الذي تدعون العالم "الحر!" لدعمه، وهو الأخطر على الأمة الإسلامية، لأنه هو الذي باعكم الأرض، المقدسة، ومكنكم من تدنيسها، ولهذا بدأت انتفاضة الشعوب الإسلامية، ومهما حاولتم أنفتم وحلفاؤكم، إطفاء جذوتها، فلن يزيدها ذلك إلا حماسا لتحقيق هدفها واشتعالا، ويجعل كفتها أكثر ثقلا وثباتا، وهي على علم تام أنكم لستم على دين، لقوله تعالى في كتابها:{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (68)}[المائدة] فدينها حق ثبوته أقوى من ثبوت الجبال الرواسي، والدين الثابت أهله أحق بالنصر والثبات، ممن ليس على شيء من الدين.واستمع إلى بعض حاخاماتكم ماذا يقول عن دين الإسلام:فتربصوا وإنا معكم متربصون.
http://www.youtube.com/watch?v=plscQ5wcZRI
ولكن الذي يحزننا أن ترتفع أصوات في بلدان المسلمين من ذراري المسلمين، تتنكر لشريعة الله، وتتمكن من اغتصاب وسائل الاتصال المتنوعة، وكثير منها رسمية من فضائيات، وصحف مطبوعة، وصحف إلكترونية، ومواقع في الشبكة العالمية، وتنشر فيها أفكارها التي تصادم صريح القرآن وصحيح السنة، باسم حرية الرأي والفكر، وباسم اللبرالية والعلمانية، ولا ينبري للرد عليهم مدافعا عن دين الله إلا القلة من طلبة العلم وصغار العلماء، في غير الوسائل الرسمية التي يحجب كثير منها أصوات الحق: حرام على بلابله الدو،،،،،،،ح حلال للطير من كل جنس
ومع ذلك فمصيرهم مصيركم، لأنهم متحالفون معكم للقضاء على دين الإسلام. ولنا بعد هذا الجزء من الموضوع لقاء مع العلماء الأفاضل.

http://alahale.net/article/12274