تويت
هذا هو الشرف الذي لا يفارق صاحبه، وهذه هي الإمامة التي لا تنفك عن صاحبها الذي يرتفع بها على من سواه من البشر، في حياته وبعد مماته، وهذا هو ميزان الشرع الذي تثقل فيه كفة أهل الإكرام عند الله وعند رسوله صلى الله عليه وسلم، على من سواهم من المتقين في الدنيا والآخرة:
يتقدمون صفوف المصلين في مساجدهم:
كما في حديث أبي مسعودٍ عُقبةَ بنِ عمرٍو البدريِّ الأنصاريِّ رضي اللَّهُ عنه قال: قال رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: (يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤهُمْ لِكتَابِ اللَّهِ، فَإِنْ كَانُوا في الْقِراءَةِ سَواءً، فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ، فَإِنْ كَانُوا في السُّنَّةِ سَوَاءً، فَأَقْدمُهُمْ هِجْرَةً، فَإِنْ كانُوا في الهِجْرَةِ سَوَاءً، فَأَقْدَمُهُمْ سِنّاً ...ِ») [مسلم]
ولو كانوا أصغرهم سنا، وأقل منهم لباسا وهيئة:
كما في حديث عمرو بن سلمة، رضي الله عنه، وهو يحكي قدومه هو وقومه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة، ووصاهم وهو يودعه عند قفولهم منها عائدين إلى بلادهم، فقال لهم: (صلوا صلاة كذا في حين كذا، وصلوا كذا في حين كذا، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم، وليؤمكم أكثركم قرآنا).
فنظروا فلم يكن أحد أكثر قرآنا مني، لما كنت أتلقى من الركبان، فقدموني بين أيديهم، وأنا ابن ست أو سبع سنين، وكانت علي بردة، كنت إذا سجدت تقلصت عني، فقالت امرأة من الحي: ألا تغطون عنا است قارئكم؟ فاشتروا فقطعوا لي قميصا، فما فرحت بشيء فرحي بذلك القميص.) [البخاري]
ويشاركونهم في نصر دينهم بالجهاد في سبيل ربهم، يفضلونهم إذا استشهدوا في سبيل ربهم في قبورهم
كما في حديث جابرٍ رضي اللَّهُ عنه أَنَّ النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم كَانَ يَجْمَعُ بيْنَ الرَّجُلَيْنِ مِنْ قَتْلَى أُحُدٍ يَعْني في القَبْرِ، ثُمَّ يَقُولُ: (أَيُّهُما أَكْثَرُ أَخْذاً لِلْقُرْآنِ؟) فَإِذَا أُشِيرَ لَهُ إلى أَحَدِهِمَا قَدَّمَهُ في اللَّحْدِ. رواه البخاريُّ.
ويأمره ربه يوم القيامة أن يقرأ ويصعد فتكون منزلته عند آخر آية يقرأها
كما في عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - : قال : قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- : (يُقَالُ لصاحبِ القرآنِ : اقرأْ وَارْقَ ورَتِّلْ كَمَا كُنتَ تُرتِّل في دار الدنيا ، فَإِنَّ مَنزِلَكَ عند آخرِ آية تقرأ بها). [أخرجه الترمذي وقال فيه: حديث حسن صحيح وصححه الألباني.]