هنا توضع الصورة
http://www.mahabbatallah.org/?gclid=...FQceZwodR0HKWQ
عمو حسن له رحلات مع أطفال (غزة) الذين لا يزيد عمر أحدهم فيما يبدو عن عشر سنوات، بل غالبهم أقل من ذلك يعلمهم التاريخ الإسلامي -عمليا- بأسلوب يجعلهم يحفظون ما يعلمهم، بحيث يكرر لهم الكلمة الواحدة عدة مرات وهم يكررون وراءه، ويترك لخم المجال في الإجابة على الأسئلة، ويغريهم بالتعبير عما فهمون، وبعضهم قد يسأله فيستحسن السؤال، ويجيب عنه، ويسألهم وقد يحطئ أحدهم في الجواب فيصحح له بطريقة تشوقهم على الاستمرار دون أن يصدمهم بما يجعلهم يحجمون عن الجواب.
ويربط معاني الموضوع بخداع اليهود وبغضهم للإسلام ووحيه ونبيه وأمته.
عمو حسن هذا ليس طفلا ولا صبيا ولا شابا، وإنما هو كما يظهر من سورته، في حدود 60 سنة من العمر، هذا جزء من تربية حماس لصغارها، إضافة إلى عشرات الآلاف من الشباب والشابات الذين يحفظون كتاب الله في زمن قصير.
وأنصح الآباء والأمهات متابعة فضائيات الأقصى كل صباح ليروا تربية عمو حسن لأطفال غزة ويرغبوا أطفالهم في متابعتها، وليقتدوا بذلك ففيه ما يقي أبناءهم من التصلب أمام التلفاز لمشاهدة ما يحطم أخلاقهم.
مع تزكيتهم بعبادة الله فرضا ونفلا، وتبصيرهم بخريطة صراط الله المستقيم، وتوعيتهم بالولاء لله ولرسوله وللمؤمنين، ومعاداة من هو عدو لله من الكفرة الظالمين المفسدين.
وتدريباتهم العسكرية وتحبيب الشهادة في سبيل الله إليهم، ليقفوا أمام العدو اليهودي المتغطرس اللاجئ في ظلمه وعدوانه إلى الجدر التي بناها في الأرض، وجدر الدبابات والطائرات والصواريخ والقنابل، ولا يقدر على مواجهة الأطفال الذين لا يملكون إلا الحجر والمقلاع، وإلا النعال التي يقذفها المصلون في وجهه وهو يحاصرهم في المسجد الأقصى.
ويعلمون شبابهم وشاباتهم وكل سكان غزة على الصبر والثبات، مهما حاصرهم العدو ومنع عنهم الطعام والشراب والغذاء واللباس ومواد البناء، وكل ما يفيك أودهم.
فلا يعيشون إلا على الصبر وما يعرضون أنفسهم لإحضاره من مخاطر عن طريق الأنفاق الطويلة التي يقتلهم فيه العدو بنيران صواريخه، مع أخطار أخرى فنية تصيبهم في داخل تلك الأنفاق.
ما سبب هذا الصبر وهذا الثبات الذي جعل قادة حماس ورجالهم ونساءهم وشبابهم يصمدون هذا الصمود العجيب الذي أثمر خلال فترة قصيرة، هذه الثمرة التي هيأت العالم والشعوب الإسلامية وغير الإسلامية، تتضامن وتصر على تحطيم الحصار اليهودي على غزة؟
إنه الإيمان الصادق الحي المتحرك الذي يهب صاحبه قوة التوكل على الله والاعتماد عليه، والتوكل على الله تعالى وحده هو الكافي دون سواه: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) ويثمر تقواه تعالى التي قال الله تعالى في أهلها: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب)
قارنوا بين حماس غزة وبين سلطة رام الله - وأقصد السلطة فقط لا حركة فتح كلها-التي مضت عليها عشرات السنين وهي تفاوض اليهود وترضى بالإذلال والإهانة، وتتنازل عن ثوابت هذا الشعب الأبي واحدا بعد الآخر وتتوسل بمن يعينها على الاستمرار في هذا النهج المزري.
لقد خططوا لإيقاع حماس في فخ السياسة العوجاء التي تخضع أهلها للسير تحت راية الدول الظالمة المسيطرة على العالم، ففتحوا لحماس فخ تلك السياسة بدخولها في الانتخابات ظنا منهم أنها ستسلم كما استسلم غيرها حرصا على بقاء قادتها على الكراسي السياسة المزيفة المذلة.
وكانوا يطنون أن نتائج الانتخابات ستكون في مصلحة قادة المفاوضات، وأنهم سيحرجون حماس ما دامت قد دخلت في الانتخابات، بأن يرضوهم ببضعة كراسي لوزراء منهم، فلما فازت حماس في الانتخابات، حن جنون السلطة و وخفقت قلوبهم، ولجئوا إلى حلفائهم من اليهود والأمريكان ومن تبعهم أهل بيت الطاعة.
فخططوا للقضاء على قادة غزة وتسليمها للمفاوضين الذين سيزفونهم على ظهور دباباتهم كما فعلوا في العراق وأفغانستان والصومال، فكانت تلك الحرب المدمرة لغزة التي عرفها الجميع.
فلما تحطمت معنوياتهم وفشلوا في الحصول على أهدافهم لجئوا إلى الحصار الذي ظنوا أنه سيخضع قادة حماس، وسيجعل سكان غزة يثورون عليهم، فيستسلمون، وها هي حماس وشعب غزة كله رافعو رؤوسهم في السماء، مع اغتيالات قادتها والحرب المدمرة عليها والحصار القاتل لشعبها، وها هي سلطة التفاوض التي لم تنل من اليهود الإذلال والاحتقار مع التأييد الكامل المستمر لليهود من البيت الأبيض وحلفائه.