إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وفي الموت عبرة!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وفي الموت عبرة!



    يصعب على الفرد من البشر أن يقول جديدا عن مثل سمو الأمير نايف الذي يملأما قيل عنه في حياته وبعد مماته، مجلدات: وقدوافت سموه المنية في سويسرا، كما أعلن عنه الديوان الملكي السبت 26/رجب 1433هـ/16/ يوليو2-12م عن عمر يناهز الثامنة والسبعين، ولكني سأقول كلمتين:

    الكلمة الأولى: أن أهم ما يحتاجه منا من فارقنا في دنيانا هذه – ومنهم سمو الأمير نايف رحمه الله - هو الدعاء له بالمغفرة والرحمة من ربه، فنسأل الله تعالى لسمو الفقيد أن يغفر الله له ذنوبه، ويرحمه في دار ثوابه، ونعزي فيه أسرته –وعلى رأسهم خادم الحرمين - وشعبه.

    الكلمة الثانية: أن الموت عند كل الأمم في جميع عصورها...لا يختلفون في أنه لا ينجو منه أحد، ولا مفر منه، ولكن منهم من يعتبر به في حياته فيعد لنفسه مهدا في أول منزل له في الآخرة، وهو القبر، وهم القليلون، كما قال الله تعالى: {وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ} [الروم]

    وأغلب الناس ومنهم كثير منا نحن المسلمين، ننسى هذا المصير المحتوم، فلا نأخذ منه العبرة، ويفوت علينا ما سنلاقينه بعد الموت، بسبب بهرجة الدنينا وزينتها وتزيين الشيطان لها في نفوسنا، وذلك ما نبهنا عليه ربنا الرحيم بنافي كتابه في قوله جل وعلا: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ (185)} [آل عمران]

    وكان الرسول صلى الله عليه وسلم، يحثنا على تذكر الموت لنتخذ منه سائقا إلى طاعة الله تعالى والبعد عن معاصيه قبل أن يأتينا، حتى نلاقي ربنا وهو راض عنا.

    فقد روى أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال : (بادِرُوا بالأعمال سبعا : هل تُنْظَرون إلا فَقْرا مُنْسيا ، أو غِنىً مُطغيا ، أو مَرَضا مُفسِدا ، أو هَرَما مُفنِدا ، أو موتا مُجْهِزا ، والدجالَ ؟ والدَّجَّالُ شَرُّ غائب يُنَتظَرُ ، والساعةَ ؟ والساعةُ أدْهَى وأمرُّ ، ثم قال : إلا وأكثروا من ذكر هادم اللذات) [جامع الأصول]

    فلنعتبر بكل من يسبقنا إلى تلك المدن الصامتة: المقابر الذي حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم، على زيارتها لتذكرنا هذا اليوم وما بعده، فقد روى بريدة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- : «قَدْ كُنْتُ نَهيتكم عن زيارةِ القبورِ ، فقد أُذِنَ لمحمد في زيارة قبر أمِّه ، فزوروها ، فإنَّها تُذَكِّركم الآخرةَ » [جامع الأصول، ورمز له بمسلم وأبي داوود والترمذي والنسائ]

    اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر.


يعمل...
X