إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قواعد الغاية العامة للقيادات الربانية (1)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قواعد الغاية العامة للقيادات الربانية (1)



    خلاصة محاضرة ألقيت في دورة لدعاة شرق وجنوب شرق آسيا، في قمة جبل من جبال مدينة باندونج الإندونيسية، بتاريخ: 10/8/1430هـ ـ 1/أغسطس/2009م

    إن الهدف العام والمقصود الأول من القيادات الربانية، هو تحقيق عبادة الله في الأرض..

    قال ابن تيمية، رحمه الله: "وأصل ذلك أن تعلم أن جميع الولايات في الإسلام مقصودها أن يكون الدين كله لله، وأن تكون كلمة الله هي العليا، فإن الله سبحانه إنما خلق الخلق لذلك، وبه أنزل الكتب، وبه أرسل الرسل، وعليه جاهد الرسول والمؤمنون". [مجموع الفتاوى (10/149). ]


    قال سبحانه وتعالى في بيان الحكمة من خلق العباد: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ}. [الذاريات:56.]

    وقال سبحانه وتعالى: { قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}. [الأنعام:162-163.]

    القيادات في الإسلام عبادة

    فعلى هذا المفهوم للولاية في الإسلام تكون الولاية عبادة.

    مفهوم العبادة

    العبادة في الإسلام شاملة لكل نشاط يُتَقرب به إلى الله بما في ذلك القيادة بكل أصنافها، ومنها إدارة العمل الإسلامي.

    فهل المفهوم السائد للعبادة اليوم، عند غالب المسلمين شرعي صحيح؟. الجواب في تعريف علماء الإسلام، ومنهم ابن تيمية رحمه الله.قال: "اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة " [مجموعة الفتاوى (28/61).]

    أي إن جلب مصالح الأنام التي تعود إليهم في دينهم ودنياهم، و السعي في دفع المفاسد عنهم، هي عبادة في الإسلام

    هذا هو الهدف العام لإقامة القيادات الربانية، فلا بد أن يكون كل القائد الرباني للمسلمين، من المسؤول الأول في أي بلد فمن دونه كل بحسب قدرته العلمية والعملية، من ذوي الكفاءات المحققين لهذا الهدف.

    ما القواعد التي لا بد منها لتحقيق هذا الهدف؟

    القاعدة الأولى: الإخلاص، وهو ركن في كل عبادة، وهو تنقية ما يتقرب به إلى الله من شوائب الشرك كبيره، و هو غير موجود في المسلم بصفته مسلما، وصغيره ومنه الرياء، وهو ما يسمى بالشرك الخفي، وهو يحبط ثواب كل عمل يخالطه، وصاحبه مأزور فيما راء ى فيه غير مأجور، كما يدل عليه.

    كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، في الثلاثة الذين هم أول عليهم يوم القيامة في أخطر أعمالهم وأحبها إلى الله لو سلمت من الرياء:

    رجل استشهد في صف المسلمين المعركة. ورجل قرأ القرآن وأقرأه وعلمه غيره، ورجل أنفق ماله في أعمال الخير، وكلهم يسحب على وجهه في نار جهنم. [صحيح مسلم (3/1513) وأخرجه غيره من أهل السنن.]

    القاعدة الثانية: اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فيما شرعه الله، بدون زيادة ولا نقصان، على ضوء الكتاب والسنة وما استنبطه منها علماء الإسلام. {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31)} [آل عمران]

    وحديث عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ أحْدَثَ في أمرنا هذا ما لَيْسَ منهُ فهو رَدٌّ).
يعمل...
X