إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وصف الله لأصحاب الرسول وثناؤه عليه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وصف الله لأصحاب الرسول وثناؤه عليه


    07-10-2008, 05:42 am

    وصف الله لأصحاب الرسول وثناؤه عليه

    قال تعالى: ((مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً)) [الفتح (29]

    من هم الذين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ألم يكن أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم وبقية صحابته الكرام، من أمثال أهل بدر وأحد وأهل بيعة الرضوان وأهل فتح مكة ومن انعطفوا عليه يوم حنين، وقال الله فيهم بعد الكرب والقتال الشديد في المعركة:

    ((
    لَقَدْ نَصَرَكُمْ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمْ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (25) ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ)) [التوبة (26))]

    ألم يكون هؤلاء هم الذين عناهم الله تعالى أنهم معه؟

    لقد وصفهم الله تعالى في آية الفتح بصفات وأثنى عليهم بها، توجب لهم من المؤمنين الصادقين الحب والاحترام، والدعاء والإكرام:

    أولى هذه الصفات: تلك المعية الخاصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، التي ترتب عليها جهادهم معه وفداؤه بأنفسهم وأموالهم وأهليهم وكل ما يملكون، نصرة لدين الله وطلبا لرضاه تعالى.

    ثانيها: الشدة على عتاة الكفر وطغاته، الذين أضلوا شعوبهم واستعبدوهم وصدوهم عن سبيل الله، وحرموهم من نور الإسلام، وحبسوهم في ظلمات الشر و الكفران، أمثال كسرى الفارسي، وقيصر الرومي، وغيرهما من قادة الطغيان.

    ثالثها: الرحمة فيما بينهم، الرحمة التي تحققت بها تلك الأخوة النادرة في تاريخ الأمم، أخوة المحبة والمودة والفداء والإيثار.

    رابعها: ذلك الاتصال القوي الوثيق برهم والعبادة الدائمة له، المعبر عنه بالركوع والسجود (تراهم ركعا سجدا) الذين يدلان على غاية الخضوع والتذلل والاطراح بين يديه تعالى.

    خامسها: توكلهم على الله تعالى واعتمادهم عليه وحده، في كل ما يحتاجون إليه في حياتهم الدنيا وفي الآخرة، يطلبون كل ذلك منه تعالى، مهما عملوا من الأسباب لا يرونها مستقلة عن مشيئته وعونه سبحانه.

    سادسها: التجرد الكامل لله إخلاص إيمانهم و عباداتهم ودعوتهم وطاعتهم وجهادهم له سبحانه: (يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا) فغايتهم رضاه تعالى الذي إذا أسبغه عليهم في الدنيا عاشوا سعداء، وأعظم من ذلك رضاه عنهم الذي يمتن عليهم به فيذكرهم به بعد أن يدخلهم الجنة التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، كما في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه

    أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إن الله يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة! فيقولون: لبيك. ربنا! وسعديك. والخير في يديك. فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى؟ يا رب! وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك. فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون: يا رب! وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني. فلا أسخط عليكم بعده أبدا".

    سابعها: ذلك النور الإلهي البادي على وجوههم وهم لا زالوا أحياء في دنياهم، النور الذي يتميزون به عن غيرهم لكثرة عبادتهم وصلتهم بخالقهم، (سيماهم في وجوههم من أثر السجود) وليست تلك السيما هي مجرد العلامة الحسية الموجودة على الجبهات التي يمكن أن ينتحلها المنافقون المخادعون، وإنما هي انشراح الوجوه الناشئ من انشراح الصدور اللينة من خشوعهم لله، بخلاف غيرهم ممن قلت صلتهم بالله أو انقطعت بسبب بعدهم عن ربهم بترك طاعته وارتكاب معاصيه.
    تلك الصفات سجلها الله تعالى لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتبه في غابر التاريخ السحيق، قيل أن يوجدوا، سجلها في كتاب نبي الله موسى: التوراة، وفي كتاب عيسى: الإنجيل، وإن أنكر اليهود والنصارى جميعا رسالة محمد صلى الله عليه وسلم أصلا، مع معرفتهم به كمعرفة آبائهم: (ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ)

    ثامنها: تلك النصرة القوية لرسولهم صلى الله عليه وسلم، والالتفاف حوله، صلى الله عليه وسلم، لرفع راية الإسلام في الأرض وإخراج الناس من الظلمات إلى النور.

    ضرب الله لذلك مثلا محسوسا يدركه العالم في مكتبته، والعامي في مزرعته، ضرب مثلا بالنبتة التي يشق الله لها الأرض، فتخرج، صغيرة ثم يمدها الله تعالى بما يقويها من النبت الذي يسندها من جميع جوانبها شيئا فشيئا، حتى تصير زرعة قوية، تخرج سنابلها، في كل سنبلة مائة حبة، أو نخلة باسقة، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.

    هكذا نبتت الرسالة الإسلامية في غار حراء، عندما أمر جبريل عليه السلام محمدا صلى الله عليه وسلم المتحنث في الغار، بالقراءة فاعتذر لعدم معرفته بالقراء ثلاثا، ثم علمه، ما يقرأ: (اقرأ باسم ربك الذي خلق...)

    هكذا بدأت نبتته الرسالة الإسلامية التي كان فيها وحيدا طريدا منبوذا من قبل صناديد قريش، ومن أقرب بعض المقربين إليه، ولكن الله تعالى أعزه ونصره واحد، وثلة بعد أخرى حتى أقام الله به دولة الحق وأتم به وبهم دينه وأكمله: (هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين) (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً).
يعمل...
X