تويت
قرن وَصيته بأهل بيته بوصيته بكتاب الله
01-09-2009, 08:31 PM
عن يزيد بن حيَّانَ قال: انْطلَقْتُ أَنا وحُصيْنُ بْنُ سَبْرَةَ، وعمْرُو بن مُسْلِمٍ إلى زَيْدِ بْنِ أَرقمَ رضي اللَّه عنهم، فلَمَّا جَلسْنا إِلَيهِ قال له حُصيْنٌ:
"لَقَد لَقِيتَ يَا زيْدُ خَيْراً كَثِيراً، رَأَيْتَ رسولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، وسمِعْتَ حَدِيثَهُ، وغَزَوْتَ مَعَهُ، وَصَلَّيتَ خَلْفَهُ: لَقَدْ لَقِيتَ يا زَيْدُ خَيْراً كَثِيراً، حَدِّثْنَا يا زَيْدُ ما سمِعْتَ مِنْ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم."
قال: "يا ابْنَ أَخِي واللَّهِ لَقَدْ كَبِرتْ سِنِّي، وقَدُم عهْدي، ونسِيتُ بعْضَ الذي كنتُ أَعِي مِنْ رسولِ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، فَمَا حَدَّثْتُكُمْ، فَاقْبَلُوا، وَمَالا فَلا تُكَلِّفُونِيهِ"
ثُمَّ قال: "قام رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَوْماً فِينَا خطِيباً بِمَاءٍ يُدْعي خُمّاً بَيْنَ مكَّةَ وَالمَدِينَةِ، فَحَمِدَ اللَّه، وَأَثْنى عَليْه، ووعَظَ، وَذَكَّرَ، ثُمَّ قَالَ":
(أَمَّا بعْدُ: أَلا أَيُّهَا النَّاسُ، فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رسولُ ربي فَأُجيبَ، وأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ: أَوَّلهُما كِتابُ اللَّهِ، فِيهِ الهُدى وَالنُّورُ، فَخُذُوا بِكِتابِ اللَّه، وَاسْتَمْسِكُوا به)
"فَحثَّ على كِتَابِ اللَّه، ورغَّبَ فِيهِ. ثمَّ قَالَ": (وأَهْلُ بَيْتِي، أُذكِّركم اللَّه في أهلِ بيْتي، أذكِّرُكم اللَّه في أهل بيتي)
فَقَالَ لَهُ حُصَيْنٌ: "ومَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ يا زيْدُ؟ أليس نساؤُه من أهلِ بيتهِ؟" قال: "نساؤُه منْ أهلِ بيتِهِ، وَلَكِن أَهْلُ بيْتِهِ منْ حُرِم الصَّدقَة بعْدَهُ، قَال: "ومَنْ هُم؟" قَالَ: "هُمْ آلُ عليٍّ، وآلُ عَقِيلٍ، وآلُ جَعْفَر، وَآلُ عبَّاسٍ" قَالَ: "كُلُّ هُؤلاءِ حُرِمَ الصَّدقَةَ؟ قَالَ: نعَمْ." [رواه مسلم.]
قال الإمام القرطبي رحمه الله في شرح الحديث: "وقوله : (وأنا تارك فيكم ثقلين) ؛ يعني : كتاب الله ، وأهل بيته . قال ثعلب . سَمَّاهما ثقلين ؛ لأنَّ الأخذ بهما ، والعمل بهما ثقيل ، والعرب تقول لكل شيء خطير نفيس : ثقيل . قلت : وذلك لحرمة الشيء النَّفيس ، وصعوبة روم الوصول إليه ، فكأنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ إنما سمَّى كتاب الله ، وأهل بيته : ثقلين لنفاستهما ، وعظم حرمتهما ، وصعوبة القيام بحقهما..." ثم قال:
"وقوله : (وأهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي - ثلاثا -) ؛ هذه الوصية، وهذا التأكيد العظيم يقتضي : وجوب احترام آل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأهل بيته ، وإبرارهم ، وتوقيرهم ، ومحبتهم، وجوب الفروض المؤكدة التي لا عذر لأحد في التخلف عنها . هذا مع ما علم من خصوصيتهم بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبأنَّهم جزء منه ، فإنَّهم أصوله التي نشأ منها ، وفروعه التي تنشأ عنه ، كما قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (فاطمة بضعة مني يريبني ما يريبها) [انتهى من كتاب المفهم شرح صحيح مسلم]
في هذا الحديث مع ما ذكر فيه من الوصيتين العظيمتين، فوائد:
الفائدة الأولى: فضل طلب العلم والحرص على أخذه من أهله، لما ذكره يزيد بن حيَّانَ من انطلاقه هو ورفيقاه اللذين ذكرهما إلى الصحابي الجليل "زيد بن أرقم" لزيارته وطلب ما عنده من علم أخذه من الرسول صلى الله عليه وسلم، وثنائهم عليه بما ناله من الخير الكثير في صحبته له.
الفائدة الثانية: تواضع زيد بن أرقم و اعترافه باحتمال عدم ضبطه لما يحدثهم به، لكبر سنه وطول العهد الذي فصل بينه وبين الرسول صلى الله عليه وسلم، اللذين هما مظنة لنسيانه، فلم يسارع بعد ثنائهم عليه بسرد ما يدل على غزارة علمه، رغبة منه في الإخلاص وعدم الرياء:
"يا ابْنَ أَخِي واللَّهِ لَقَدْ كَبِرتْ سِنِّي، وقَدُم عهْدي، ونسِيتُ بعْضَ الذي كنتُ أَعِي مِنْ رسولِ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، فَمَا حَدَّثْتُكُمْ، فَاقْبَلُوا، وَمَالا فَلا تُكَلِّفُونِيهِ"
الفائدة الرابعة: عناية الرسول صلى الله عليه وسلم بأهل بيته وتأكيد وصيته أمته بهم في آخر حياته، فقد كانت هذه الوصية بعد حجة الوداع في وادي "خم" الذي سمي الغدير به وهو في طريقه إلى المدينة، وهذا يدل على وجوب احترامهم وتوقيرهم، وتحريم إيذائهم، كما مضى في كلام القرطبي.
الفائدة الخامسة: الذي يبدو لي أن من أسباب اهتمامه بالوصية بأهل بيته، أمران:
الأمر الأول: شكوى بعض من صحب عليا في اليمن، ومنهم بريدة رضي الله عنه، كما ذكر ذلك ابن كثير في البداية والنهاية، ما رواه الإمام أحمد رحمه الله عن ابن عباس عن بريدة، قال:
غزوت مع علي اليمن فرأيت منه جفوة، فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرت عليا فتنقصته، فرأيت وجه رسول الله يتغير، فقال: (يا بريدة ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟) قلت: بلى يا رسول الله، قال: (من كنت مولاه فعلي مولاه).
ثم قال ابن كثير: "وكذا رواه النسائي عن أبي داود الحراني عن أبي نعيم الفضل بن دكين عن عبد الملك بن أبي غنية بإسناده نحوه وهذا إسناد جيد قوي رجاله كلهم ثقات" انتهى وذكر ابن كثير شكوى آخرين من علي، بسبب تشدده في تصرفات رجل في بيت المال.
الأمر الثاني: من المعلوم أن الله تعالى يطلع رسله على بعض غيبه الذي لا يطلع عيه أحدا غيرهم، كما قال تعالى: ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً (26) إِلاَّ مَنْ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ.. (27)﴾ [الجن]
فقد يكون الله تعالى أطلعه على ما سيحصل بعده من الفتن التي كان لبعض أهل بيته منها نصيب من الظلم والقتل لرجال منهم ونساء، فبادر صلى الله عليه وسلم محرضا أمته على قيامهم بما أوصاهم به في هذا الحديث وغيره.
الفائدة السادسة: أن الله تعالى قد يكون أطلعه صلى الله عليه وسلم، على قد يأتي من بعده قوم يدعون أنهم من أهل بيته دعوى غير صحيحة، ويطلبون بذلك الوجاهة عند الناس، و محبة الغلو فيهم وتقديسهم تقديسا يطيعونهم بسببه أكثر من طاعتهم للرسول، أو قد يكون بعضهم من أهل البيت ولكن الناس يغلون فيهم بما يخالف كتاب الله وسنته صلى الله عليه وسلم، ولهذا قرن بين الوصية بكتاب الله، والوصية بأهل بيته، وفي رواية للترمذي: (إِنِّي تَاركٌ فيكم ما إن تَمسَّكْتُمْ به لن تَضِلُّوا بعدي ، أَحدُهما أَعظمُ من الآخر ، وهو كتابُ الله..)
فكتاب الله هو الحاكم على تصرفات كل البشر، فما وافقه قبل، وما خالفه رفض.
والذي يتمسك بكتاب الله، لا يمكن أن يخالفه في ادعاء ما ليس له، أو الغلو في أحد غلوا يخالف كتاب الله تعالى.
وهذا يبين لنا مخالفة الذين يغلون في القبور ويتخذونها مساجد، ويطلبون من الموتى ما لا يطلب إلا من الله، بل يتخذونها كعبة يطوفون بها ويعدون الحج إليها أفضل من الحج إلى بيت الله الحرام.
ويا ليتهم اقتصروا فقط على العكوف على ما يدعون أنها قبور أهل البيت أو قبور مسلمين، بل تعدوا ذلك إلى العكوف على قبر الكافر المجوسي أبي لؤلؤة الذي قتل عمر خليفة الرسول الثاني رضي الله عنه، ويكتبون على قبره: "رحمه الله" ويلعنون وزير رسول الله: "عمر بن الخطاب" رضي الله عنه الذي قال عن هذا المجوسي عندما علم أنه هو قاتله: " الحمد لله الذي لم يجعل منيتي على يدي رجل يدعي الايمان ولم يسجد لله سجدة ثم قال قبحه الله " كما ذكر ذلك ابن كثير في البداية والنهاية
هذه الصور منقولة من أحد المواقع الرافضية
صور ضريح أبي لؤلؤة المجوسي
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?p=1154958
شاهد احتفال الروافض الإماميةالإثنا عشرية بمقتل عمر في إيران وإهتمام دولة الخميني بذلك اليوم
01-09-2009, 08:31 PM
عن يزيد بن حيَّانَ قال: انْطلَقْتُ أَنا وحُصيْنُ بْنُ سَبْرَةَ، وعمْرُو بن مُسْلِمٍ إلى زَيْدِ بْنِ أَرقمَ رضي اللَّه عنهم، فلَمَّا جَلسْنا إِلَيهِ قال له حُصيْنٌ:
"لَقَد لَقِيتَ يَا زيْدُ خَيْراً كَثِيراً، رَأَيْتَ رسولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، وسمِعْتَ حَدِيثَهُ، وغَزَوْتَ مَعَهُ، وَصَلَّيتَ خَلْفَهُ: لَقَدْ لَقِيتَ يا زَيْدُ خَيْراً كَثِيراً، حَدِّثْنَا يا زَيْدُ ما سمِعْتَ مِنْ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم."
قال: "يا ابْنَ أَخِي واللَّهِ لَقَدْ كَبِرتْ سِنِّي، وقَدُم عهْدي، ونسِيتُ بعْضَ الذي كنتُ أَعِي مِنْ رسولِ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، فَمَا حَدَّثْتُكُمْ، فَاقْبَلُوا، وَمَالا فَلا تُكَلِّفُونِيهِ"
ثُمَّ قال: "قام رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَوْماً فِينَا خطِيباً بِمَاءٍ يُدْعي خُمّاً بَيْنَ مكَّةَ وَالمَدِينَةِ، فَحَمِدَ اللَّه، وَأَثْنى عَليْه، ووعَظَ، وَذَكَّرَ، ثُمَّ قَالَ":
(أَمَّا بعْدُ: أَلا أَيُّهَا النَّاسُ، فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رسولُ ربي فَأُجيبَ، وأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ: أَوَّلهُما كِتابُ اللَّهِ، فِيهِ الهُدى وَالنُّورُ، فَخُذُوا بِكِتابِ اللَّه، وَاسْتَمْسِكُوا به)
"فَحثَّ على كِتَابِ اللَّه، ورغَّبَ فِيهِ. ثمَّ قَالَ": (وأَهْلُ بَيْتِي، أُذكِّركم اللَّه في أهلِ بيْتي، أذكِّرُكم اللَّه في أهل بيتي)
فَقَالَ لَهُ حُصَيْنٌ: "ومَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ يا زيْدُ؟ أليس نساؤُه من أهلِ بيتهِ؟" قال: "نساؤُه منْ أهلِ بيتِهِ، وَلَكِن أَهْلُ بيْتِهِ منْ حُرِم الصَّدقَة بعْدَهُ، قَال: "ومَنْ هُم؟" قَالَ: "هُمْ آلُ عليٍّ، وآلُ عَقِيلٍ، وآلُ جَعْفَر، وَآلُ عبَّاسٍ" قَالَ: "كُلُّ هُؤلاءِ حُرِمَ الصَّدقَةَ؟ قَالَ: نعَمْ." [رواه مسلم.]
قال الإمام القرطبي رحمه الله في شرح الحديث: "وقوله : (وأنا تارك فيكم ثقلين) ؛ يعني : كتاب الله ، وأهل بيته . قال ثعلب . سَمَّاهما ثقلين ؛ لأنَّ الأخذ بهما ، والعمل بهما ثقيل ، والعرب تقول لكل شيء خطير نفيس : ثقيل . قلت : وذلك لحرمة الشيء النَّفيس ، وصعوبة روم الوصول إليه ، فكأنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ إنما سمَّى كتاب الله ، وأهل بيته : ثقلين لنفاستهما ، وعظم حرمتهما ، وصعوبة القيام بحقهما..." ثم قال:
"وقوله : (وأهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي - ثلاثا -) ؛ هذه الوصية، وهذا التأكيد العظيم يقتضي : وجوب احترام آل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأهل بيته ، وإبرارهم ، وتوقيرهم ، ومحبتهم، وجوب الفروض المؤكدة التي لا عذر لأحد في التخلف عنها . هذا مع ما علم من خصوصيتهم بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبأنَّهم جزء منه ، فإنَّهم أصوله التي نشأ منها ، وفروعه التي تنشأ عنه ، كما قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (فاطمة بضعة مني يريبني ما يريبها) [انتهى من كتاب المفهم شرح صحيح مسلم]
في هذا الحديث مع ما ذكر فيه من الوصيتين العظيمتين، فوائد:
الفائدة الأولى: فضل طلب العلم والحرص على أخذه من أهله، لما ذكره يزيد بن حيَّانَ من انطلاقه هو ورفيقاه اللذين ذكرهما إلى الصحابي الجليل "زيد بن أرقم" لزيارته وطلب ما عنده من علم أخذه من الرسول صلى الله عليه وسلم، وثنائهم عليه بما ناله من الخير الكثير في صحبته له.
الفائدة الثانية: تواضع زيد بن أرقم و اعترافه باحتمال عدم ضبطه لما يحدثهم به، لكبر سنه وطول العهد الذي فصل بينه وبين الرسول صلى الله عليه وسلم، اللذين هما مظنة لنسيانه، فلم يسارع بعد ثنائهم عليه بسرد ما يدل على غزارة علمه، رغبة منه في الإخلاص وعدم الرياء:
"يا ابْنَ أَخِي واللَّهِ لَقَدْ كَبِرتْ سِنِّي، وقَدُم عهْدي، ونسِيتُ بعْضَ الذي كنتُ أَعِي مِنْ رسولِ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، فَمَا حَدَّثْتُكُمْ، فَاقْبَلُوا، وَمَالا فَلا تُكَلِّفُونِيهِ"
الفائدة الرابعة: عناية الرسول صلى الله عليه وسلم بأهل بيته وتأكيد وصيته أمته بهم في آخر حياته، فقد كانت هذه الوصية بعد حجة الوداع في وادي "خم" الذي سمي الغدير به وهو في طريقه إلى المدينة، وهذا يدل على وجوب احترامهم وتوقيرهم، وتحريم إيذائهم، كما مضى في كلام القرطبي.
الفائدة الخامسة: الذي يبدو لي أن من أسباب اهتمامه بالوصية بأهل بيته، أمران:
الأمر الأول: شكوى بعض من صحب عليا في اليمن، ومنهم بريدة رضي الله عنه، كما ذكر ذلك ابن كثير في البداية والنهاية، ما رواه الإمام أحمد رحمه الله عن ابن عباس عن بريدة، قال:
غزوت مع علي اليمن فرأيت منه جفوة، فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرت عليا فتنقصته، فرأيت وجه رسول الله يتغير، فقال: (يا بريدة ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟) قلت: بلى يا رسول الله، قال: (من كنت مولاه فعلي مولاه).
ثم قال ابن كثير: "وكذا رواه النسائي عن أبي داود الحراني عن أبي نعيم الفضل بن دكين عن عبد الملك بن أبي غنية بإسناده نحوه وهذا إسناد جيد قوي رجاله كلهم ثقات" انتهى وذكر ابن كثير شكوى آخرين من علي، بسبب تشدده في تصرفات رجل في بيت المال.
الأمر الثاني: من المعلوم أن الله تعالى يطلع رسله على بعض غيبه الذي لا يطلع عيه أحدا غيرهم، كما قال تعالى: ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً (26) إِلاَّ مَنْ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ.. (27)﴾ [الجن]
فقد يكون الله تعالى أطلعه على ما سيحصل بعده من الفتن التي كان لبعض أهل بيته منها نصيب من الظلم والقتل لرجال منهم ونساء، فبادر صلى الله عليه وسلم محرضا أمته على قيامهم بما أوصاهم به في هذا الحديث وغيره.
الفائدة السادسة: أن الله تعالى قد يكون أطلعه صلى الله عليه وسلم، على قد يأتي من بعده قوم يدعون أنهم من أهل بيته دعوى غير صحيحة، ويطلبون بذلك الوجاهة عند الناس، و محبة الغلو فيهم وتقديسهم تقديسا يطيعونهم بسببه أكثر من طاعتهم للرسول، أو قد يكون بعضهم من أهل البيت ولكن الناس يغلون فيهم بما يخالف كتاب الله وسنته صلى الله عليه وسلم، ولهذا قرن بين الوصية بكتاب الله، والوصية بأهل بيته، وفي رواية للترمذي: (إِنِّي تَاركٌ فيكم ما إن تَمسَّكْتُمْ به لن تَضِلُّوا بعدي ، أَحدُهما أَعظمُ من الآخر ، وهو كتابُ الله..)
فكتاب الله هو الحاكم على تصرفات كل البشر، فما وافقه قبل، وما خالفه رفض.
والذي يتمسك بكتاب الله، لا يمكن أن يخالفه في ادعاء ما ليس له، أو الغلو في أحد غلوا يخالف كتاب الله تعالى.
وهذا يبين لنا مخالفة الذين يغلون في القبور ويتخذونها مساجد، ويطلبون من الموتى ما لا يطلب إلا من الله، بل يتخذونها كعبة يطوفون بها ويعدون الحج إليها أفضل من الحج إلى بيت الله الحرام.
ويا ليتهم اقتصروا فقط على العكوف على ما يدعون أنها قبور أهل البيت أو قبور مسلمين، بل تعدوا ذلك إلى العكوف على قبر الكافر المجوسي أبي لؤلؤة الذي قتل عمر خليفة الرسول الثاني رضي الله عنه، ويكتبون على قبره: "رحمه الله" ويلعنون وزير رسول الله: "عمر بن الخطاب" رضي الله عنه الذي قال عن هذا المجوسي عندما علم أنه هو قاتله: " الحمد لله الذي لم يجعل منيتي على يدي رجل يدعي الايمان ولم يسجد لله سجدة ثم قال قبحه الله " كما ذكر ذلك ابن كثير في البداية والنهاية
هذه الصور منقولة من أحد المواقع الرافضية
صور ضريح أبي لؤلؤة المجوسي
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?p=1154958
شاهد احتفال الروافض الإماميةالإثنا عشرية بمقتل عمر في إيران وإهتمام دولة الخميني بذلك اليوم