إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

صفوة الأمة ...- من فتوحات ذي النورين ومزاياه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • صفوة الأمة ...- من فتوحات ذي النورين ومزاياه

    صفوة الأمة ...- من فتوحات ذي النورين ومزاياه
    26-12-2010, 05:18 pm
    --------------------------------------------------------------------------------


    كاد الحديث عن ذى النورين يختصر في وقت قصير من خلافته هو وقت الفتن ، وتكاد فتوحاته الكبيرة الجديدة وتوطيده لكثير من البلدان التي فتحت في عهد الفاروق لا تذكر عند الكثير ... والحقيقة أن خلافة ذي النورين رضي الله عنه مليئة بالفتوحات والأعمال الجليلة التي تحتاج إلى عناية وإبراز ... وقد كتب عن ذلك الكثير إلا إنها تبقى محصورة في إطار المتخصصين وهم قلة قليلة وعثمان رضي الله عنه ممن ولغت في صفاء خلافته ألسن وأقلام وصلت إلى الجماهير الغفيرة ولربما علقت الإساءات لدى هذه الجماهير دون أن تجد لها دحضا وردا مما يحتم على الكتبة الغيورين على حملة منهج الإسلام وصفوة الأمة أن يوصلوا كتاباتهم وشفهياتهم إلى الجميع ذبا عن ذلك الصحابي الجليل صافي السيرة والسريرة ، ومن مثل عثمان تستحي منه الملائكة ، ومن مثل عثمان في تجهيز الجيوش من ماله الخاص حتى قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم ومن مثل ذي النورين جمع الأمة على مصحف واحد و... ولنفرض أنه وجدت له أخطاء رضي الله عنه ، فهل تصادر أعماله العظيمة التي يشبه الواحد منها ما تفعله أمة بأكملها ؛ لقد كتب عن أخطائه أناس وكانت وجهات نظر أو تصيد ا وتحميلها ما لا تحتمل ورد على ذلك ردودا مقنعة ... حبذا تحويلها إلى برنامج مبسط يفهم ويصل إلى الجميع ...
    عهد عثمان كان عهد فتوحات طيلة عشر سنوات ثبت فتوحات كادت أن تعود لسالف عهدها . وأتم فتوحات جديدة كثيرة لكن ما حدث من فتنة في السنتين الأخيرتين طغى عند كتبة ومتكلمين فنظروا من زاوية ضيقة وبعضهم جعلها قاتمة ، بل وظفت عند البعض توظيفا سيئا ضد تأريخ الخليفة الراشد وسيرته الناصعة حتى كأن لم يكن في سيرته إلا ما كان من فتنة في وقت قصير استغلت من قبل أعداء خططوا لها ليوقعوا مجموعة ممن أوقعتهم الفتنة على وجوههم تبوئوا إثم دم ذلك الأشم الحيي الكريم .. . دون خوف من الله ولا تقدير لماضيه المنير وصحبته الكريمة للحبيب صلى الله عليه وسلم ... " وفتح المسلمون مناطق واسعة مع قلة عدد جندهم بالنسبة إلى تلك الأراضي الشاسعة، وبالنسبة إلى أعداد أعدائهم الكبيرة ، وهذا ما جعلهم لا يتركون في المناطق التي يصالحونها إلا الجند القليل، ولا يبقون في البقاع التي يفتحونها إلا العدد الضئيل، وبخاصةٍ أنه كانت هناك جبهات مفتوحة، وثغور يجب حمايتها، ومراكز يجب الدفاع عنها والتجمع فيها للإمدادات في الأوقات اللازمة .. "
    "
    كل هذا جعل عدد المسلمين قليلاً في البلاد المفتوحة حديثاً، وجعل أهلها يشحون في دفع الجزية، ويظنون أن بمقدورهم هزيمة المسلمين وقتالهم، وأن ما حدث معهم في المرة الأولى لم يكن سوى أخطاء ارتكبوها وقد عرفوها فيما بعد، ثم يتحسرون على عزهم الزائل وأيام مجدهم الخالية ، لذا كانوا يتحينون الفرص للانقضاض على المسلمين ونقض عهودهم معهم - هكذا النفس البشرية - ومن هنا كان نقض العهد كثيراً. . وقد انتهز الفرس والروم في المناطق التي دخلها المسلمون وفاة خليفتهم عمر بن الخطاب، ونقضوا العهد، وظنوا أن أمر المسلمين قد ضعف، ولكنهم فوجئوا بأن قوة المسلمين على ما هي عليه لم تختلف أيام عمر عن أيام عثمان الخليفة الجديد، وقد أدب المسلمون خصومهم مرة ثانية."
    ففي "الجبهة الغربية : نقضت الإسكندرية عهدها عام 25 هـ، فسار إليها أمير مصر عمرو بن العاص، وقاتل أهلها وأجبرهم على الخضوع، والعودة إلى عهدهم. .. وكان عمر بن الخطاب قد منع عمرو بن العاص من الانسياح في إفريقية بعدما فتح طرابلس، إلا أن عثمان بن عفان قد سمح بذلك، وأرسل عبدالله بن سعد بن أبي سرح على رأس قوة فاجتاز طرابلس، واستولى على سفن للروم كانت راسية هناك على الشاطىء , ثم واصل سيره في إفريقية والتقى بجيوشٍ للبيزنطيين عام 27 هـ في موقع يقال له (سبيطلة) في جنوب غربي القيروان التي لم تكن قد أسست بعد، وقد قَتَل عبد الله بن الزبير، وكان مع الغزاة في تلك الموقعة القائد البيزنطي (جرجير)، وكان ذا أثر فعّال في الانتصار الذي أحرزه المسلمون على الروم، إلا أن عبد الله بن سعد بن أبي سرح قد اضطر إلى عقد معاهدة للصلح مع البيزنطيين مقابل جزية سنوية يدفعونها على أن يخلي إفريقية، وكان ذلك الاضطرار بسبب سيره إلى مصر لمواجهة النوبة الذين هددوا مصر من ناحية الجنوب...وفي أيام عمر بن الخطاب ألح أمير الشام معاوية بن أبي سفيان على الخليفة عمر في غزو البحر وقرى الروم من حمص وقال : إن قرية من قرى حمص ليسمع أهلها نباح كلابهم وصياح دجاجهم، حتى كاد ذلك يأخذ بقلب عمر، فكتب عمر إلى عمرو بن العاص : صف لي البحر وراكبه، فإن نفسي تنازعني إليه، فكتب إليه عمر : إني رأيت خلقاً كبيراً يركبه خلق صغير، إن ركن خرق القلوب، وإن تحرك أزاغ العقول، يزداد فيه اليقين قلةً، والشك كثرةً، هم فيه كدودٍ على عودٍ، إن مال غرق، وإن نجا برق ,فلما قرأه عمر كتب إلى معاوية : "لا والذي بعث محمداً بالحق لا أحمل فيه مسلماً أبداً".
    فلما ولى عثمان لم يزل به معاوية حتى عزم على ذلك ، وقال : لا تنتخب الناس، ولا تُقرع بينهم، خيّرهم، فمن اختار الغزو طائعاً فاحمله وأعنه، ففعل، واستعمل على البحر عبد الله بن قيس الجاسي(1) حليف بني فزارة... غزا معاوية قبرص وصالح أهلها على سبعة آلاف دينار يؤدونها إلى المسلمين كل سنة , وذلك عام 28 هـ، وساعد أهل مصر في تلك الغزوة بإمرة عبد الله بن سعد بن أبي سرح، فلما وصل إلى قبرص كان معاوية على الناس جميعاً، وكان بين الغزاة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عبادة بن الصامت، والمقداد بن عمرو، وشداد بن أوس، وأبو ذر الغفاري، وكانت مع عبادة بن الصامت زوجه أم حرام. وغزا حبيب بن مسلمة بعض أرض سورية التي كانت لا تزال بيد الروم وذلك عام 28هـ.
    معركة ذات الصواري :
    وفي عام 31 هـ جرت معركة بحرية حاسمة بين المسلمين والروم بالقرب من شواطئ كيليكيا، وهي التي تعرف بذات الصواري، وعرفت بذلك لأن صواري السفن ربطت بعضها مع بعض المسلمة والرومية، وذلك بعد أن أمن بعضهم بعضاً , واختار الروم قتال البحر، وكان قائد المسلمين أمير مصر عبد الله بن أبي سرح، وقائد الروم الإمبراطور نفسه قسطنطين الثاني الذي كان يقود أكثر من خمسمائة سفينة، ومع ذلك فقد فرّ من المعركة، وهزم الروم شرّ هزيمة. وكانت صواري السفن من أشجار السرو والصنوبر , وهذا ما يدل على أهمية الأشجار والغابات لكلا الطرفين، وجبال تلك الشواطئ كانت مليئة بهذه الأنواع من الأشجار.
    وفي عام 33 هـ غزا أمير الشام معاوية بن أبي سفيان حصن المرأة من أرض الروم قرب ثغر ملاطية.
    ونقضت إفريقية العهد عام 33 هـ فسار إليها أمير مصر عبد الله بن سعد بن أبي سرح ففتحها ثانية ، وأجبر أهلها على الخضوع والعودة إلى دفع الجزية بعدما منعوها. "
    وفي "الجبهة الشرقية : غزا الوليد بن عقبة أذربيجان وأرمينيا، وكان أهلهما قد منعوا ما صالحوا عليه حذيفة بن اليمان أيام عمر بن الخطاب، وكان على مقدمة الوليد سلمان بن ربيعة الباهلي، واضطر سكان المنطقتين إلى المصالحة من جديد , وأمد أهل الكوفة أهل الشام بثمانية آلاف رجل بإمرة سلمان بن ربيعة الباهلي، وذلك عندما كان حبيب بن مسلمة بن خالد الفهري يغزو أرمينيا من الغرب، فاجتمع له عدد كبير من جند الروم , الأمر الذي أخافه وطلب المدد فأنجده الوليد بن عقبة بسلمان بن ربيعة الباهلي.
    وسار أمير خراسان عمير بن عثمان بن سعد غازياً حتى وصل إلى فرغانة وذلك عام 29هـ، كما سار في العام نفسه أمير سجستان عبد الله بن عمير الليثي فوصل إلى كابل، وانطلق أمير كرمان عبيد الله بن معمر التميمي فوصل إلى نهر السند. وانتفض أهل اصطخر فسار إليهم عبد الله عامر بن كريز أمير البصرة، وعلى مقدمته عثمان بن أبي العاص.
    وسار أمير الكوفة سعيد بن العاص يريد خراسان ومعه الحسن والحسين ابنا علي بن أبي طالب، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، إلا أن أمير البصرة عبد الله بن عامر قد سبقه نحو خراسان الأمر الذي جعل سعيداً يسير إلى قومس وهي لا تزال على الصلح الذي أعطته لحذيفة بن اليمان بعد معركة نهاوند، ومن قومس سار إلى جرجان فصالحه أهلها على مائتي ألف، وسار نحو الشمال حتى وصل إلى الصحراء ، ولكن أهل جرجان لم يلبثوا أن كفروا واستمروا في قطع الطريق حتى تولى أمر خراسان قتيبة بن مسلم الباهلي.
    وسار عبد الله بن عامر إلى فارس بعد أن انتفضت، فافتتحها وهرب يزدجرد إلى كرمان، فأرسل في أثره مجاشع بن مسعود السلمي , ففر يزدجرد إلى خراسان، وطلب المال من مور فمنعه، ثم التجأ إلى رجل على شاطئ نهر مورغاب يعمل في نقر أحجار الرحى فقتله.
    ووصل عبد الله بن عامر إلى خراسان، وكانت قد انتفضت، وكان الأحنف بن قيس على مقدمته، ففتح طوس، وأبيورد، ونسا، وبلغ سرخس، وصالح أهل مرو، وأعاد فتح خراسان.
    وفي عام 32 هـ كتب عثمان إلى أمير الكوفة سعيد بن العاص أن أرسل سلمان بن ربيعة الباهلي للغزو في منطقة الباب، فسار سلمان إليها، وكان عبد الرحمن بن ربيعة الباهلي يخوض معركة ضد خصومه، فاستشهد فيها , وتفرق المسلمون هناك، فمنهم من سار إلى جيلان وجرجان , ومنهم أبو هريرة , وسلمان الفارسي، ومنهم من سار نحو سلمان بن ربيعة الباهلي فحماه، وكان على الحرب مع سلمان حذيفة بن اليمان، وطلب عثمان من أهل الشام في أرمينيا بإمرة حبيب بن مسلمة أن ينجدوا سلمان بن ربيعة الباهلي في منطقة الباب ففعلوا.
    وعادت خراسان فانتفضت من جديد فبعث عبد الله بن عامر الأحنف بن قيس إلى مرو الروذ فصالح أهلها، واجتمع عليه أهل (الطالقان) و (فارياب) و (الجوزجان) و (طخارستان) فانتصر عليهم بإذن الله، وصالح أهل (بلخ) وأرسل الأقرع بن حابس إلى (الجوزجان) ففتحها , ثم عاد الأحنف إلى خراسان مرة ثالثة في عام 33 هـ . وهكذا فقد كانت الفتوحات أيام سيدنا عثمان بن عفان واسعة إذ أضافت بلاداً جديدة في أفريقية وأرمينيا , وأجبرت من نقض العهد إلى الصلح من جديد في فارس وخراسان وباب الأبواب , وضمت إلى ذلك فتوحات جديدة من بلاد السند وكابل وفرغانة ".
    تلك نماذج من فتوحات الخليفة ذي النورين رضي الله عنه وأرضاه
    -----------------
    ما بين الأقواس هي مما تجمع عندي وأنا أجمع المادة في هذا لكن سقطت معلوات المراجع المباشرة غير أنها لا تخرج عن المراجع الأساسية الآتية :
    1-
    تاريخ الإمام الطبري
    2- طبقات ابن سعد
    3- البداية والنهاية لان كثير
    4- منهاج السنة لابن تيمية
    5- صحيح الإمام البخارى
    6- العواصم من القواصم لابن العربي
    7- التمهيد والبيان في قتل الشهيد عثمان لمحب الدين الخطيب
    8- فتح الباري لابن حجر العسقلانى
    9- مسند الإمام أحمد
    10- أسد الغابة لابن الأثير
    11- الخراج لابي يوسف
    12- التمهيد للباقلانى
    13- الصواعق المحرقة للهيثمى
يعمل...
X