تويت
إن مبشرات "وعد الآخرة" لتبرق في الأفق - وإن كانت السدود التي بناها الكفار في الخارج ويحميها المنافقون في الداخل كثيرة وقوية - {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً (7)} [الإسراء] فهاهي الشعوب العربية تنتفض لتلقي بنير الطغيان - الذي أثقل كاههلها زمنا طويلا، و جعلها تذل لأذل خلق الله من شذاذ الآفاق - لتلقي بذلك النير في مزبلة "الباطل" {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً (81)}[الإسراء].
إن الحدود التي فصلت بعض هذه الشعوب عن بعض، إنما هي من صنع الدول التي احتلتها في وقت ضعفها، لتثبت بتلك الحدود "قاعدة فرق تسد" التي وضعتها وطبقتها الدولة العاتية الظالمة التي احتلت العالم وهي التي قيل عنها: لم تكن تغرب عنها الشمس، وهاهي قد أصبحت اليوم تسمى "الدولة العجوز" منزوية في جزر صغيرة من البحر، ولا زالت تخطط للدولة المسماة اليوم بـ"العظمى" وتعينها بالرأي والمكايد لتستعبد العالم كما استعبدته هي بأساليب جديدة من الاحتلال.
إن تلك الحدود ستزول بإزالة الطغاة الموالين للمحتلين، وسيعود للعرب والمسلمين مجدهم وعزتهم، وسيصلون بإذن الله بالتدرج إلى الوحدة المبنية على التوحيد الخالص والاتباع الهادي، وعندئذ سيهل في الأرض وعد الآخرة الذي يسوء وجوه اليهود ليعودوا إلى ديارهم التي توافدو منها لاحتلال الأرض المقدسة.
وليست هذه أحلام يقظة كما قد يحلو للمهزومين الذين لم يعتبروا بسنن الله في الطغاة الظالمين أن يقولوا، وهم لا يرون بقلوبهم ما تسطره تلك السنن الربانية، وإنما يرون بأبصارهم العمياء: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46)} [الحج].
تعليق