إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

[رصيد البنكين، وما يترتب عليه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [رصيد البنكين، وما يترتب عليه


    في فلسطين بنكان: أحدهما فلسطيني، والآخر يهودي:
    فما رصيد كل منهما؟ رصيد البنك الفلسطيني يتكون من صندوقين:

    الصندوق الأول: الحركة الجهادية التي تتبناها الفصائل الفلسطينية الرافضة للاحتلال اليهودي، وأساس هذا الرصيد العزم المصمم على قتال العدو بما يتاح لأصحابها، وعلى رأس ذلك الإيمان بالحق والعدل لأهلهما وهم الشعب الفلسطيني صاحب الأرض والمقدسات.

    والتوكل على الله الذي وعد أهل الحق المجاهدين بالنصر على أعدائهم المعتدين، مهما طال الزمن، كما دلت على ذلك التجارب التي كانت نتيجتها في مصلحة أهل الأرض المجاهدين للدفاع عن حقهم المشروع، وفي شمال أفريقيا القريب العهد وفي الشرق والغرب من بلدان العالم دلي قريب، على تحريرها من المحتلين.

    كما في الجزائر والمغرب وتونس وليبيا وموريتانيا، وغيرها من البلدان الأفريقية، وكما في اليمن الجنوبي سابقا والهند وشرق وجنوب شرق آسيا، وفي فيتنام لذلك مثال.

    فما احتل معتد قوي بلادا ضعيفة وصمم أهلها على طرده إلا كان النصر العسكري حليفهم، مهما طال الوقت ومهما ترتبت على ذلك من آثار.

    وقد أثبتت الحركة الجهادية أنها رصيد هائل بالنسبة للشعب الفلسطيني، مع ما أصابتها من محن وابتلاءات، فقد أصاب عدوها من الخسائر في الأنفس والاقتصاد والهلع ما لم يكن في حسبان الموازنة المادية بين ما يملك العدو من المال والاقتصاد والجيش والسلاح والدعم الخارجي بكل ألوانه.

    ولو أن هذه الحركة نالت من إخوانها في الدين ما يزيد من صمودها، لكان لها شأنا أعظم مما نراه الآن من وقوفها الصلب أمام عدوها، برغم ضعفها المادي.

    الصندوق الثاني: لبنك الشعب الفلسطيني: الحل السياسي، ولا نريد أن نطيل الكلام، عن إفلاس هذا الصندوق، والتجارب المستمرة من فترة طويلة كافية لإثبات إفلاسه، وإن أبى أهل هذا الصندوق الاعتراف بإفلاسه.

    وليسنا نرى له في ظرفنا المنظور أي دعم من قريب أو من بعيد، يمده برصيد يخرجه من إفلاسه.

    البنك الثاني: اليهودي، وهو ذو أرصدة مادية هائلة:
    نذكر منها الصناديق الآتية:
    الصندوق الأول: القوة المادية، وهي شاملة للمال والاقتصاد، والجيش المدرب والسلاح الفتاك والصناعة والزراعة المحميتين بقوة السلاح.

    الصندوق الثاني: المستوطنات التي تخللت المناطق الفلسطينية، ومدنها وجعلت تلك المناطق والمدن في حصار مستمر دائم من المستوطنين ومن الجيش الذي يقوم بحمايتها.

    الصندوق الثالث: القبضة الحديدية على مدينة القدس بالذات والإصرار على جعلها العاصمة الأبدية للدولة اليهودية، كما يصرحون بذلك، وقد استجابت بعض دول العالم لنقل سفاراتها وقنصلياتها إلى هذه المدينة، لتكتسب بذلك شرعية دولية، وقد وعدت الإدارة الأمريكية بنقل سفارتها إليها في وقت قريب.

    وأقل ما يمكن أن يناله الشطر الشرقي من هذه المدينة من الموقف الدولي، هو الاعتراف بكونها مدينة دولية، كما صرحت بذلك بعض الدول، وبخاصة المركز النصراني دولة الفاتيكان، ولا غرابة أن نجد في النهاية من يعترف بذلك من الدول العربية، إذا رأوا بعض المفاوضين الفلسطينيين مستعدين للتسليم بذلك، ونحن لا ندري ما يجري في الخفاء بين الأجهزة الأمنية التي تسيطر على المفاوضات الفلسطينية اليهودية.

    الصندوق الرابع: المسجد الأقصى المهدد صراحة من قبل المتشددين اليهود الذين يريدون هدمه، وإقامة الهيكل المزعوم مكانه، والدولة اليهودية، تظهر للعالم إعلاميا أنها تصدهم عن مرادهم، ولكنها في واقع الأمر هي أخطر عليه من غيرها، لما تقوم به من خداع لهدمه بالحفريات تحته، بحجة البحث عن بقايا هيكلها المزعوم، كما أن تحرشها بمقدساته واضح وما الحركة الجهادية الأخيرة إلا ثمرة من ثمرات تدنيس رئيس الحومة الحالية له.

    وسبق ما عمله اليهودي الأسترالي من حرق المسجد الأقصى سنة 1969م الذي قطعت الدولة اليهودية عن رجاله الذين اجتهدوا في إطفاء الحريق الماء وهو دليل على تواطؤها مع المعتدي الذي ادعت أنه مختل العقل، وما يعاملون به المسلمين الفلسطينيين من منعهم من الصلاة فيه معروف!

    الصندوق الخامس: الأسرى الذين وصل عددهم اثنا عشر ألف شخص من بينهم أعضاء برلمان ووزراء ونساء وأطفال وشيوخ، وهم معرضون لأبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي.

    الصندوق السادس: المواقع الأمنية التي يطلقون عليها: المواقع الاستراتيجية، وهي الهضاب والأماكن المرتفعة في أي منطقة في الأراضي الفلسطينية، فهم مصرون على عدم التخلي عنها للفلسطينيين، بحجة أنها تؤثر عليهم أمنيا، لأن مدنهم التي داخل الخط الأخضر كما يسمونه، تكون في متناول سلاح المجاهدين الفلسطينيين.

    الصندوق السابع: السيطرة على كل الحدود الفلسطينية برا وبحرا وجوا، بحيث لا يملك الفلسطينيون منافذها، بحجة الخوف من إدخال الفلسطينيين سلاحا مهربا قد يعود عليهم بالوبال مستقبلا.

    الصندوق الثامن: منع عودة اللاجئين إلى ديارهم، سواء منهم من هو في مخيمات داخل فلسطين، أو من في البلدان الأخرى.

    الصندوق التاسع: استئصال المناهج الثقافية من مدارس الفلسطينيين وجامعاتهم، إذا كانت تتعارض مع معتقدات اليهود، ولو كانت آيات من كتاب الله، فكل ما في التاريخ من الشئون الدينية والسياسية والجغرافية، وما يذكره القرآن عنهم يجب حذفه وإلا فلا صلح ولا مهادنة.

    وهذا ليس خاصا بفلسطين، بل أي دولة عربية أو إسلامية ترغب في العلاقات الدبلوماسية مع اليهود، يجب أن تتعهد بتجهيل أبنائها بتاريخ الإسلام وجغرافيته مع اليهود، وقد تم ذلك مع بعض الدول العربية.

    الصندوق العاشر: الدعم المادي الأجنبي بالمال والاقتصاد والدبلوماسية والإعلام والسلاح وغير ذلك، مع منع أي دعم قد يؤثر على اليهود من البلدان الأجنبية عندهم ومنها الشعوب الإسلامية والعربية.

    الصندوق الحادي عشر: تنازع المسلمين، ومنهم الدول العربية الذي هو من أمضى الأسلحة يعتمد عليه اليهود، فإن قوتهم في الحقيقة تكمن في هذا التنازع والتفرق، ولو اجتمعت كلمة العرب والمسلمون على الحق وظاهر بعضهم بعضا، لما هيمن اليهود هذه الهيمنة، ولو وقفت جميع الدول الأجنبية ضدهم:
    ((ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم))

    الصندوق الثاني عشر: - وقد لا يكون الأخير – الجانب الاستخباري اليهودي، وقوة علاقاته بالاستخبارات الأجنبية العالمية، ومنها بعض الاستخبارات العربية التي تتعاون معهم على أبناء جلدتها، وفي ذلك ما فيه من العدوان العربي على العربي، وقد رأينا هذا في الجواسيس الفلسطينيين الذين يدلون المعتدين اليهود على قادة الجهاد، أو القادة السياسيين الفلسطينيين، كما حصل للشيخ أحمد ياسين ورفاقه، ويحيى عياش وجنوده.

    يتبع

يعمل...
X