إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أهم أذكياء أم أغبياء؟(2)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أهم أذكياء أم أغبياء؟(2)


    إنهم لأغبياء لأمرين اثنين:

    الأمر الأول: أنهم شرذمة ضئيلة، بنت منازلها في قلب منطقة شعب -ولا أقول: شعوب- فالمسلمون أمة واحدة، وما يحصل فيها من تفرق وتمزق، يعتبر أمرا طارئا، لا يمكن أن يخلد إلى يوم القيامة، وإن طال أمده، والأمة الإسلامية لا يمكن أن تفارقها الحياة، ولكنها تمرض وتصح وهي مريضة الآن، ولكنها ستحيى ولا تحتاج لعودة حياتها وصحتها، إلا لراية كتب عليها شعارها الرباني، على رأس مؤمن شجاع صادق اتبع ملة إبراهيم - الذي كفرت به حقيقةً جميع الأمم التي تدعي أنها على ملته ما عدا هذه الأمة - حنيفا مسلما.. واقتدى بمن دعا إبراهيم ربه لبعثه في هذه الأمة: {ربنا وابعث فيهم رسولا...} اقتدى به وأقام مدرسته، التي زكى بها أمته: {يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم} في تاريخنا القريب دليل: "محمود زنكي" و"الأيوبي" وانهزام الصليبيين بعد احتلال طويل وفساد عريض، إن هذه الأمة لا ينقصها إلا صاحب هذه الراية الذي يحدوها: بـ(حيى على الجهاد) فتقول له: لبيك.. لبيك، وستكون لليهود كالسيل الجارف الذي لا يبقي ولا يذر بإذن الله.

    الأمر الثاني: مع بلوغ اليهود قمة القوة المادية، ووجود "حبل من الناس" يدعمهم على ظلمهم، وجدوا من يرحب بهم ممن يفترض أن يكونوا أعداءهم، يعدون لهم العدة، وإن طال الوقت ويحاربونهم حتى يدفعوهم عن أرضهم ومقدساتهم، هؤلاء العرب، من المحيط إلى الخليج، يمدون لهم أيديهم، ويكررون لهم كلمة "السلام" بالمليارات في وسائل إعلامهم، ومؤتمراتهم العليا والسفلى، وبعض دولهم قد اعترفت بهم، وأعلامهم ترفرف على سماء تلك البدان، وكثير منها، قد فتحت لهم سفارات باسم: "مكاتب تجارية" وقرارات مؤتمراتهم كلها تصب في مصلحة اليهود، ولكن اليهود لبلادتهم، ولعل الله تعالى هو الذي منحهم تلك البلادة، لتكون نهايتهم الدمار الشامل، ليس في جيلنا الذي استسلم وانهزم، ولكن في جيل قادم ينفذ أمر ربه بالاعتصام بحبل الله، وبإعداد القوة التي ترهب أعداءه بإذن الله.

    والقرآن يبشرنا بأن اليهود كلما طغوا وعلوا، أدبهم الله تعالى، ومن ذلك بيقين قوله تعالى لهم بعد أن ذكر، علوهم مرتين، وعقابهم فيها، ولست أريد الدخول فيما قاله المفسرون فيها، لاختلافهم وللاحتمالات الممكنة فيها، وإنما أذكر ما لا يحتمل الاختلاف فيه، وهو جملتا شرط وجوابهما، وإنما أسوق الآيات لفهم أنهم ينالون عقاب الله في كل مرة، قال تعالى:{وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمْ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً (6) إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً (7) عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً (8)} [الإسراء]

    فقوله تعالى: {وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا} وقوله: {وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا} أي فالله تعالى قد رتب على الشرط، وهو الإساءة منهم، والعودة إلى الإفساد في الأرض، وقوع الجواب، وهو العقاب الذي تضمنه قوله تعالى: {بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً} وقول الله لا يخلف، لأن قوله صدق: {ومن أصدق من الله قيلا} ووعده لا يتأخر:، لكمال قدرته: {وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً}

    وأعلمنا سبحانه أنه لهم بالمرصاد، فيرسل لهم من يذيقهمم ما يستحقون من العذاب، إلى يوم القيامة، ولم تبق أمة في الأرض يرسلها لهم لتذيقهم ذلك العذاب، إلا هذه الأمة المسلمة أمة محمد، وستفعل ذلك عندما يأذن الله لها برأس يدعوها إلى تحقيق هذا الإعلام الرباني، قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (167)} [الأعراف]

    وبشرتنا سنة الرسول صلى الله عليه وسلم الصحيحة، بذلك، وبأننا سنقاتلهم قتالا يجعلهم يفرون خلف الأشجار والأحجار التي تنطق وتدعونا إلى قتل من اختبأ خلفها، كما في حديث أبي هريرة، رضي الله عنه
    أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود. فيقتلهم المسلمون. حتى يختبئ اليهود من وراء الحجر والشجر. فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم! يا عبدالله! هذا يهودي خلفي. فتعال فاقتله. إلا الغرقد. فإنه من شجر اليهود". [رواه مسلم في صحيحه

    انتهى.]


يعمل...
X