"ضمن مشروع قانون خُصّصت له 100 مليون دولار من ميزانية الخارجية لعام 2012
إسرائيل تعتزم مطالبة السعودية بـ 100 مليار دولار تعويضاً عن أملاك اليهود في عهد الرسول"
http://sabq.net/node/31106
خالد علي- سبق- جدة:
"كشفت صحيفتا "ميدل إيست مونيتر" البريطانية و"روز اليوسف" المصرية أن إسرائيل تقوم حالياً عن طريق المدير العام لإدارة الأملاك بوزارة الخارجية الإسرائيلية بإعداد مشروع قانون سيُطرح على الكنيست في مارس المقبل، يلزم الحكومة الإسرائيلية بمطالبة حكومات الدول العربية، ومنها المملكة العربية السعودية، برد أملاك اليهود في هذه البلاد قبل أن يتركوها في العام 1948م، تمهيداً لوضعه على مائدة المفاوضات الدولية في حالة الضغط على إسرائيل بحق العودة للفلسطينيين."
وذكرت الصحيفتان "أن مشروع القانون ينقسم لقسمين: الأول يطالب مصر وموريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا والسودان وسوريا والعراق ولبنان والأردن والبحرين بتعويضات عن أملاك 850 ألف يهودي، قيمتها 300 مليار دولار أمريكي، مقسَّمة فيما بينهم طبقاً للتعداد السكاني الأخير لليهود عام 1948."
"أما القسم الثاني من القانون فتطالب فيه وزارة الخارجية الإسرائيلية المملكة العربية السعودية بدفع تعويضات قيمتها تتجاوز مائة مليار دولار مقابل أملاك تزعم أنها لليهود منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو المشروع الذي يعمل حالياً عليه كبار خبراء القانون الدولي والتاريخ والجغرافيا الإسرائيليين في جامعات بار إيلان وبئر السبع وتل أبيب والقدس وحيفا، بتمويل خاص حدد بـ100 مليون دولار أمريكي، اقتطع من ميزانية وزارة الخارجية الإسرائيلية لعام 2012."
لقد أعماكم الله أيها اليهود، بتخطيطكم باحتلال الأرض المباركة "فلسطين" وتنفيذه فعلا، وجمعكم في هذه الأرض ليحقق فيكم وعيده: {وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً (8)} [الإسراء]
وقد ابتلاكم وابتلى بكم بعض العرب - ومنهم زعماء فلسطينيون - الذين عرضوا عليكم مرارا، الصلح الذي تنازلوا فيه عما لا يجوز لهم التنازل عنه من أرض فلسطين، ولكنكم لاغتراركم بقوتكم العسكرية، ودعمكم من بعض الدول الغربية الظالمة - وبخاصة أمريكا - فأعمى الله أبصاركم مرة ثانية، فأبيتم ما عرض عليكم، طامعين في بسط نفوذكم على أرض فلسطين كلها، ببناء ما يسمى بـ(المستوطنات) بل وعلى غيرها (من الفرات إلى النيل) منتظرين أن تسنح لكم الفرصة فتطردوا أهل الأرض الباقين إلى خارجها، كما طردتم إخوانهم المشردين في الأرض من سنة 1948 ظنا منكم أن العرب كلهم سيستسلمون مضطرين للسببين المذكورين: قوتكم، ودعم حلفائكم.
ولم تكفوا عن تهديداتكم للدول العربية والعدوان على بعضها، ولم تكف الولايات المتحدة عن دعمكم سياسيا ودبلوماسيا وماليا واقتصاديا وإعلاميا وعسكريا، والوقوف بجانبكم - ظلما - فيما يسمى بـ"مجلس الأمن" في كل ما فيه لكم مصلحة، وعلى الفلسطينيين مضرة وقد ارتفع عَلَمُكُم جهرا في بعض العواصم العربية التي خضع لكم فيها حكامها، وسرا في بعضها الآخر، بأسماء خادعة.
ولقد رأيتم شجاعة أطفال الحجارة الذين تصدوا لدباباتكم وصواريخكم وأسلحتكم المختلفة التي اعتديتم بها عليهم وقتلتم منهم من قتلتم وعوقتم من عوقتم وسجنتم من سجنتم، ولم يَقِفْهم عن مقاومتكم إلا حيلكم التي خدعتم بها من وافق على التفاوض معكم بعد "اتفاقية أوسلو" الظالمة التي خدرتم بها المقاومة ثم دستم عليها بأحذيتكم، وأهنتم من وقع معكم عليها.
وها أنتم اليوم تعدون العدة لتملئوا خزائنكم بمليارات الدولارات، تعويضا عن الأرض التي اغتصبتموها فترة من الزمن في بعض البلدان العربية في العصر الجاهلي أو بعده، وأفسدتم فيها وأشعتم بها الفوضى والتحريش بين سكانها، وألَّبتم غالب سكان جزيرة العرب، على صاحب الرسالة الذي أمَّنَكم وجعل لكم ما لأهل الأرض ولأتباعه المسلمين من الأمان في الوثيقة المشهورة التي اتفقتم معه عليها، فنقضتها قبائلكم الثلاث، واحدة بعد الأخرى، وهدفكم من هذا التعويض أن تقايضوا به من يمكن أن يفاوضكم على عودة من اغتصبتم أرضهم وديارهم من الفلسطينيين سنة 48، تُخَوِّفون بذلك البلدان العربية التي تطلبون التعويض منها.
ألا إن تخويفكم للدول العربية قد مضى زمنه، اليوم يجب أن تتيقنوا أن الأمور قد تغيرت، وأن الخوف اليوم قد انقلب عليكم، فالدول العربية اليوم غيرها بالأمس، شعوبها تتحفز لجهادكم وتحرير الأرض من سير كم على ترابها الذي دنستموه، بصهيونيتكم العدوانية، ألا ترون أن فئة قليلة من الأحرار الفلسطينيين في غزة، الذين اعتديتم عليهم وحشدتم عليهم كافة أسلحتكم الجوية والبرية والبحرية، وما هو محرم استعماله دوليا، وهم لا يملكون إلا ما صنعوه بأيديهم من السلاح الذي لا يضاهي أقل سلاح عندكم، وسفكتم بذلك من الدماء ما عرفه القاصي والداني، وهدمتم عليهم بيوتهم، ولا زال غالبهم إلى الآن في العراء، وحاصرتموهم كذلك برا وبحرا وجوا، فقطعتم عنهم الغذاء والدواء والملبس وكل ما هو من ضرورات حياتهم إلى اليوم، وهم صامدون صمود الجبال الرواسي، لم يخضعوا لكم، بل يتحدونكم وهم جياع، صابرين مصابرين، لأنهم ملتزمون بدينهم وشريعتهم، يستلهمون قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200)} [آل عمران]
ألم تروا كيف هبت الشعوب المظلومة على حكامها الظلمة الذين لا يحكمون شريعة الله، فأخرجوهم من صياصيهم، كما أخرجكم آباؤهم في عهد رسولهم من صياصيكم، بعون من الله تعالى الذي آمنوا به، فنصرهم وأيدهم بنصره: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنْ اللَّهِ فَأَتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمْ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ (2)} [الحشر]
أليس أجدادكم الذين أخرجوا من ديارهم، كانوا هم السبب في ذلك، ألم يجنوا على أنفسهم بنقض عهودهم مع رسولنا صلى الله عليه وسلم، الذي أمنهم بالوثيقة النبوية التي تعتبر أعظم وثيقة تتضمن حقوق الإنسان، ألم يحرض أجدادكم قريشا المشركين آنذاك وغالب سكان الجزيرة العربية على الرسول صلى الله عليه وسلم، قاصدين استئصاله واستئصال دينه وأصحابه؟
أتريدون مكافأة اليوم منا "مائة مليار دولار" وأنتم الذين اعتديتم علينا ونقضتم عهودكم معنا؟
إننا نحن الذين نريد منكم - بعد طردكم بإذن الله من أرضنا - تعويضات عن العقود التي اغتصبتم فيها أرضنا في فلسطين، وشهداءنا الذين قتلتموهم من سنة 48 إلى الآن، وخيرات بلادنا التي استغللتموها من المياه والزراعة وكل ما أحرزتموه فيها، وحقوق من اعتقلتموهم من إخواننا وسجنتموهم وأهنتموهم من الرجال والنساء والشيوخ والأطفال.
فأبشروا بالتعويض وأعدوا طائراتكم وبواخركم وكل وسائل نقلكم، وامتطوها عائدين إلى بلدانكم التي خرجتم منها لتحتلوا أرضنا.