المبحث الثاني: عناية أولياء أمور المسلمين بالأسرة.
الأسرة تستطيع أن تقوم بواجب تربية أفرادها على الإسلام في محيطها، ولكنها لا تستطيع أن تحمي أفرادها من أوبئة الفساد المنتشرة في الدولة، فالمدارس والأسواق والنوادي والمنتزهات وأجهزة الإعلام، وغيرها من مرافق المجتمع العامة، تشرف عليها الدولة وليست الأسرة.
والأسرة مضطرة إلى تعليم أولادها في المدارس، والمدارس أغلبها تحت إشراف الدولة، والأسرة تضطر إلى شراء حاجاتها من السوق والخروج إلى الشارع، والسوق والشارع تشرف عليهما الدولة، والأسرة تحتاج أن تمشي في مناكب الأرض، وتمتع نفسها بالمناظر الجميلة في البساتين العامة والغابات وشواطئ البحار، وهذه وتلك إنما تشرف عليها الدولة.
فإذا قامت الدولة بواجبها من حماية الأسرة والمجتمع، من الفساد الإعلامي والتعليمي والاجتماعي، كان ذلك تعاوناً مع الأسرة على المزيد من الخير، وإلا هدمت الدولة كل ما بنته الأسرة، ونحن نعرف أن بعض الدول المسئولة في بعض الشعوب الإسلامية، تحاول هدم الإيمان في النفوس، وتتخذ كل الوسائل لاقتلاع الأخلاق الإسلامية، ونشر الرذيلة والفساد بين الشباب، حتى أصبح المسلم يأمن على نفسه وعرضه وأولاده في المجتمعات الكافرة، أكثر من أمنه على ذلك، في بلاده التي هي مسقط رأسه.
وولاة الأمر الذين هذا دأبهم لا يرجى منهم إلا تثبيت المنكر ودعمه وإفشاءه، فهل يحق لأمثال هؤلاء أن يستعينوا بالإسلام على محاربة بعض الفساد الذي اضطروا لمحاربته، لا إرضاء لله ولكن لأغراض أخرى قد تكون اقتصادية؟ كلا.