إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(01) طل الربوة أو تربية الأستاذ لطلابه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (01) طل الربوة أو تربية الأستاذ لطلابه


    مقدمات

    سبب تسمية الكتاب

    كانت تسمية هذه الرسالة، هكذا [تربية الأستاذ لطلابه، وكان أوراقا قليلة، لم أكن عازما على إعداده رسالة صالحة للطبع، والسبب في ذلك أني كنت مسئولا عن شؤن الطلاب في الجامعة الإسلامية، وكنت أحاول أن أعو الأساتذة في المعهدين التوسط والثانوي والكليات ليحضروا النشاط الذي يعد للطلاب، كل تلك الأقسام، للندوات التي تقام في داخل مباني الجامعة، وللرحلات التي كانت تعد لخارج الجامعة، كآثار الغزوات، حول المدينة القريبة منها والبعيدة، وكانت تقام مخيمات لمدة ليلتين أو ثلاثا، في خيبر وبدر وينبع، فأعددت تلك الأوراق، دليلا على ما يراد من الأنشطة في تلك الندوات والرحلات، ثم رأيت في كل تلك النشاطات توسعا استفاد منه الأساتذة والطلاب، فوسعت تلك الأوراق، حتى أصبحت كتاب يصلح للطبع، وكلما طبع الكتاب نفدت طبعاته، إلى أن وصل الطبعة الخامسة، وسميته (طل الربوة) وسأذكر مقدمات كل طبعة، تمهيدا لنشر الكتاب في حلقات، أسأل الله أن ينتفع بها من يزاول التدريس أو النشاطات خار الصفوف الدراسية، ممن يهتمون بتربية طلابهم، وأن يستفيد الطلاب من أساتذتهم، وأن يوفقني للإخلاص له فيما أكتب، أو أعمل، إنه سميع مجيب.]

    مقدمة الطبعة الخامسة

    {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ (7)}. [الفاتحة]

    أما بعد:


    فقد مضى على كتابتي لطل الربوة ثلاث وثلاثون سنة، [كان هذ التاريخ عندما قدم الكتاب للطبعة الخامسة] وكان الهدف من كتابته كما أشرت إلى ذلك في مقدمة الطبعة الثالثة: أن يستفيد الطلبة من أساتذتهم خارج قاعات الدرس: يستفيدون من علمهم، ومن تربيتهم وسلوكهم، فكانت تعقد الندوات، وتنشأ الرحلات، وكان الأساتذة يجتهدون في لقاءاتهم بطلابهم، في الرحلات التي قد تبقى أياماً في الخلاء، أو في بعض مدن المملكة، كمكة المكرمة وغيرها.

    وكنت كتبت قطوفاً مختصرة جداً تتعلق بقوة الصلة بالله، لتكون تلك القطوف دافعة للطلاب إلى الالتزام بمنهج نشاطهم مع أساتذتهم، ونفع الله بذلك في حينه، وبعد مراجعتي لهذا الكتيب رأيت أن أتوسع قليلاً في الأمور التي تقوي الصلة بالله تعالى؛ لأن الأحداث التي نزلت بالأمة الإسلامية وبخاصة الشباب منهم، تستدعي ربطهم بربهم ربطاً قوياً يقيهم من الانحراف الذي لا وزر منه إلا ذلك الرباط الرباني.

    كما أن الحاجة دعت إلى زيادة بعض الموضوعات التي يجب أن يفقهها الأساتذة والطلاب معاً، مثل موضوع الوسطية والاعتدال الذي لم يتضمنه "الطل" من قبل، أرجو أن يكون الأساتذة وطلابهم جميعاً محصنين من الإفراط والتفريط، وأن يكونوا على منهج الأمة الوسط، لهذا كَبُر حجم "طل الربوة" عما كان عليه من قبل.

    أسأل الله تعالى أن يجعل عملي في هذا الكتاب وغيره خالصاً لوجهه الكريم، وأن ينفع به من شاء من عباده، وصلى الله على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    الكاتب



    مقدمة الطبعة الرابعة للإمام أبي إسحاق إبراهيم بن موسى الشاطبي رحمه الله

    قال رحمه الله: "من أنفع طرق العلم الموصلة إلى غاية التحقق به؛ أخذه عن أهله المتحققين به على الكمال والتمام.. وللعالم المتحقق بالعلم أمارات وعلامات:

    إحداها: العمل بما علم، حتى يكون قوله مطابقاً لفعله، فإن كان مخالفاً له، فليس بأهل لأن يؤخذ عنه، ولا أن يقتدى به في علم..

    والثانية: أن يكون ممن رباه الشيوخ في ذلك العلم لأخذه عنهم، وملازمته لهم، فهو الجدير بأن يتصف بما اتصفوا به من ذلك، وهكذا شأن السلف الصالح.. فأول ذلك ملازمة الصحابة رضي الله عنهم، لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذهم بأقواله، وأفعاله، واعتمادهم على ما يرد منه، كائناً ما كان، وعلى أي وجه صدر..

    وصار مثلُ ذلك أصلاً لمن بعدهم، فالتزم التابعون في الصحابة سيرتهم مع النبي صلى الله عليه وسلم، حتى فقهوا ونالوا ذروة الكمال في العلوم الشرعية، وحسبك من صحة هذه القاعدة أنك لا تجد عالماً اشتهر في الناس الأخذ عنه، إلا وله قدوة اشتهر في قرنه بمثل ذلك. وقلَّما وجدت فرقة زائغة، ولا أحداً مخالفاً للسُنَّة، إلا وهو مفارق لهذا الوصف". [اختصرت هذه الجمل من كتاب الموافقات في أصول الشريعة (1/91-95) بتحقيق الأستاذ محمد عبد الله دراز.]


    والهدف من نقل هذه الجمل لهذا العالم الجليل [لإمام الشاطبي.] هو نصح طالب العلم أن يأخذ العلم من أهله، ويبتعد عن الأخذ بطريقة بعض الجهلة المغرورين الذين ينصبون أنفسهم للتعليم والفتوى، وقد يدَّعون أنهم من المجتهدين، وهم على جهل بقواعد العلوم الشرعية وعلومها وآلات تلك العلوم، بسبب قراءتهم لبعض الأبواب في بعض الكتب، وسوء فهمهم لكثير مما قرأوه، وعدم اقتدائهم بالصحابة والتابعين وعامة السلف الصالح في أخذ العلم عن أهله المتحققين به، وهذا من أهم أسباب الزيغ كما قرر ذلك الإمام الشاطبي رحمه الله.

    مقدمة الطبعة الثالثة

    أود في هذه المقدمة (مقدمة الطبعة الثالثة) أن أوضح للقارئ الكريم سبب تأليف هذا الكتيب لما في معرفته من فائدة، وهي أن نجاح المربي لمن يتولى تربيتهم يعود ـ بعد توفيق الله والإخلاص له ـ إلى وضع منهج مدروس منظم، لتنفيذه في الأوقات ويملأ به الفراغ. اقتداءً بترتيب الخالق سبحانه لعباده أوقات سعيهم لدنياهم وأخراهم.

    والسبب الذي أريد إيضاحه، هو أني عندما كنت مسؤولاً عن شؤون الطلبة في الجامعة الإسلامية، حاولت أن يستفيد الطلبة من أساتذتهم خارج قاعات الدرس: يستفيدون من علمهم ومن تربيتهم وسلوكهم، فكانت تعقد الندوات، وتنشأ الرحلات، وكان الأساتذة يجتهدون في لقاءاتهم بطلابهم، في الرحلات التي قد تبقى أياماً في الخلاء - وقد تبقى أسابيع - أو في بعض مدن المملكة، كمكة المكرمة وغيرها.

    وكان الأستاذ إذا فرغ مما أعده لطلابه تفرقوا عنه، وحاول كل منهم بمفرده أو مع بعض زملائه، أن يملئوا فراغهم بقية الوقت، ومنهم من يحسن ذلك، ومنهم من لا يحسنه، وقد يصاب الأساتذة والطلاب بالملل، وبعد أن مرت فترة من الزمن، فكرت في وضع خطة عمل لتلك المعسكرات، ومنها معسكرات الحج، فكتبت هذه القطوف التي بين يدي القارئ، ووُزِّعَت على الأساتذة الذين كانوا يشاركون في النشاط الطلابي، فلم يكن يفوت أي وقت بدون نظام بعد ذلك، بل كان النشاط يبدأ من صلاة الفجر وينتهي بالنوم في الليل. وهو يشمل تربية الجسم والروح والعقل، ونفع الله بذلك كثيراً كما يعرف ذلك زملائي الأساتذة الذين تحملوا عبء تربية تلاميذهم، والتلاميذ الذين استفادوا من أساتذتهم، وهم اليوم منتشرون في كل أنحاء العالم، وإن المهتمين بالمعسكرات الإسلامية ليعلمون الحاجة الماسة إلى تنظيم أوقاتها وملأ فراغها بالخير والتقوى.

    أسأل الله أن ينفع بهذا الطل الذي تتوالى طبعاته دليلاً ـ إن شاء الله ـ على فائدته.. وأرجو أن يفيدني به ويفيد قارئه، وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم، وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آهل وصحبه.


    مقدمة الطبعة الثانية لطل الربوة [الطبعة الأولى كانت سنة 1405هـ/ 1985م]

    الحمد لله والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد بن عبد الله خير المعلمين وعلى آله وأصحابه الهداة خير المتعلمين وعلى أتباعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    أما بعد فإنه لم يمض على طبعة هذا الطل إلا زمن يسير جداً، اتصل بي بعده الناشر طالباً مني الموافقة على طبعه للمرة الثانية، فعجبت لذلك لقرب عهد طبعته الأولى، ولكني سررت لسرعة نفاذه، آملاً أن يكون الله قد نفع به الشباب المسلم معلمين ومتعلمين، وليس عندي ما أقوله في هذه المقدمة إلا الإجابة على سؤال وجه إليَّ من عدد من الشباب، وهو:


    ما سبب تسمية هذا الكتيب بـ(طل الربوة)؟

    والجواب: يعود إلى ثلاثة أمور:

    الأمر الأول: الإشارة إلى قلة بضاعة المؤلف، فليس عنده وابلٌ كوابل ابن القيم [له كتاب قيِّم في الأذكار سمَّاه: الوابل الصيِّب في شرح الكَلِم الطيِّب.] رحمه الله، وإنما عنده شيء من طل.

    الأمر الثاني: الإشارة إلى طيب عنصر القارئ، واستعداده لاستقبال الطل القليل من الخير، وإعطائه هو الخير الكثير، تعليماً وتعلماً مثل الربوة الطيبة التي ينزل عليها الطل، فتنبت الزرع وتؤتي أكلها أضعافاً مضاعفة.

    فالأمل في المسلم الصالح أن يحول كل سطر بل كل كلمة ترد إليه من هذا الطل، إلى مؤلف كبير أو وابل صيب، ليس في كتاب يكتبه، وإنما في سلوك يمارسه، في خُلُقٍ يتحلى به، وعمل صالح يداوم عليه، ودعوة إلى الله تهدي من شاء الله من عباده، وتعليم لجاهل يصبح قدوة في أمته، وجهاد في سبيل الله شامل يعيد إلى الأمة الإسلامية مجدها وعزها، وينتشلها مما لحق بها من هوان بسبب تركه، محققاً ما أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، في حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، من قبول هدى الله والعمل به، ونشره بين الناس، لينعموا به، ولا يكون كمن لم يقبل ذلك، ممن حرم نفسه من رحمة الله وفضله:

    فقد روى أبو موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (إن مثل ما بعثني الله عز وجل من الهدى والعلم، كمثل غيث أصاب أرضاً فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها أجادب أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا ورعوا، وأصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه بما بعثني الله به فَعَلِم وعَلَّم، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى الله الذي أُرسلت به) الحديث. [لبخاري (1/28) ومسلم (4/1787).]


    الأمر الثالث: التيمن بقول الله تعالى: {وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}. [لبقرة: 265.]



يعمل...
X