إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عناية الإسلام بعلاقات مؤسسات المجتمع

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عناية الإسلام بعلاقات مؤسسات المجتمع


    لقد عني الإسلام بالعلاقة بين مؤسسات الأمة المسلمة،

    وأقصد بهذه المؤسسات الموضوعات الآتية:

    أولاً: أهل الحل والعقد في البلدان الإسلامية، مثل مجالس

    الشورى التي تتكون من علماء الشريعة، وعقلاء الشعوب

    وأعيانها، وذوي الاختصاص من السياسيين والاقتصاديين

    والإعلاميين والدبلوماسيين والأطباء، وغيرهم ممن تحتاج الأمة

    إلى آرائهم وتخصصاتهم، وولاة أمر المسلمين، من الملوك

    والأمراء والرؤساء.

    ثانياً: المؤسسة القضائية التي تتحقق بها العدالة بين كافة

    المواطنين مسلمين وغير مسلمين، لا فرق بين حاكم ومحكوم.

    فمقصود الولايات في الإسلام إقامة شرع الله المتضمن لتحقيق

    حفظ ضرورات حياة الأمة ومصالحها، ودفع المضار والمفاسد

    عنها.

    وقد بين علماء المسلمين القواعد والأصول التي يجب أن تتوفر

    في هذه المؤسسات، في كتب السياسة الشرعية، المستمدة من

    القرآن والسنة والاستنباط السليم منهما. (1)

    ثالثاً: شرع الله تعالى للأمة في كتابه ما يعيد من شذَّ منهم إلى

    الصواب، بصلح ناجح أو بحكم حاسم.

    والصلح يكون بين الأفراد والأسر والطوائف المتنازعة، كما

    قال تعالى في الصلح عموماً: {لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ

    إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ

    ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً}. [النساء]

    وقال تعالى في الصلح بين الزوجين: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا

    فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً

    يُوَفِّقْ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً(35)}. [النساء]

    وقال تعالى: {وَإِنْ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً

    فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ

    وَأُحْضِرَتْ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا

    تَعْمَلُونَ خَبِيراً}. [النساء]

    وقال تعالى في الصلح بين الجماعات والطوائف: {وَإِنْ

    طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ

    إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ

    اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ

    الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ

    وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10)}. [الحجرات]والأحاديث

    الواردة في هذا الباب كثيرة.

    رابعاً: جماهير الأمة الإسلامية تؤمن بأن الله تعالى أمرها

    بالتعاون على البر والتقوى، ونهاها عن التعاون على الإثم

    والعدوان.. {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى

    الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}. [المائدة]

    وكلفها السعي في اتخاذ الأسباب التي تحقق الأخوة الإيمانية

    فيما بينها، والبعد عن الأسباب التي تقضي على تلك الأخوة

    أو تضعفها، ويتحقق ذلك كله باجتماع كلمتهم على الحق

    والاعتصام بحبل الله: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا

    وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ

    فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ

    فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ

    (103)}. [آل عمران]

    خامساً: أمر الله هذه الأمة بأن يكون ولاؤها لله ولرسوله

    والمؤمنين، فيحب بعضهم بعضاً ويواسي بعضهم بعضاً،

    وينصر بعضهم بعضاً، وأن يكون عداؤها لمن عادي الله

    ورسوله والمؤمنين، فلا يحبون ديناً يخالف دين الله، ولا

    ينصرون على أولياء الله من ناوأهم أو اعتدى عليهم من

    أعدائهم، ولا يتخذون لهم بطانة من دون المؤمنين، وأن من

    والَى أعداء الإسلام ضد أهله، مآله الخيبة والندم: {يَا أَيُّهَا

    الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً

    وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتْ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي

    صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمْ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ}. [آل

    عمران]

    {
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ

    بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا

    يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ

    يُسَارِعُونَ فِيهِم يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ

    يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي

    أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52)} [المائدة]
يعمل...
X