إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كيف كان يمشي صلى الله عليه وسلم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف كان يمشي صلى الله عليه وسلم



    لم يفت من صفات هذا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، الإيمانية والشعائرية، والأخلاقية والعادية، لم يفت منها شيء، بل حفظها الله تعالى لنا في كتابه، وحفظتها سنته، وسيرته المطهرة، وكلها،

    فقد كان الصحابة رضي الله عنهم شديدي الحرص على ضبط حركاته وسكناته، وحرص على جمعها وتدوينها علماء الأمة من محدثين، وكتاب سير ومؤرخين، حتى أصبحنا كأننا نراه بأعيننا أو نسمعه بآذاننا، وكل تلك الصفات جديرة بالمعرفة والتأسي، فلم يتصف صلى الله عليه وسلم إلا بكل صفة حميدة، ولم يتأدب إلا بكل أدب فاضل، بأبي هو وأمي.

    وهذا نص من النصوص التي نقلت لنا صفة مشيه، أثبته من زاد المعاد لابن القيم رحمه الله، قال:



    فصل

    في هديه صلى الله عليه وسلم في مشيه وحده ومع أصحابه

    كان إذا مشى، تكفَّأ تكفُّؤاً، وكان أسرَعَ الناس مِشيةً، وأحسنَها وأسكنها قال أبو هريرة: ما رأيتُ شيئاً أحسنَ من رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، كأن الشمسَ تجري في وجهه، وما رأيتُ أحداً أسرع في مِشيته من رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، كأنما الأرضُ تُطوى له، وإنا لَنجْهَدُ أنفسَنا وإنه لغيرُ مُكْتَرِث.

    وقال علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه: كان رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم إذا مشى تكفَّأ تكفؤاً كأنما ينحطُّ مِنْ صَبَبٍ، وقال مرة: إذا مشى، تقلّع.

    قلتُ: والتقلُع: الارتفاعُ من الأرض بجملته، كحال المنحط من الصبب، وهي مِشية أولي العزم والهِمة والشجاعة، وهي أعدلُ المِشيات وأروحُها للأعضاء، وأبعدُها من مِشية الهَوَجِ والمهانة والتماوت،

    فإن الماشيَ، إمَّا أن يتماوت في مشيه ويمشي قطعة واحدة، كأنه خشبة محمولة، وهي مِشية مذمومة قبيحة، وإمّا أن يمشي بانزعاج واضطراب مشي الجمل الأهوج، وهي مِشيةٌ مذمومة أيضاً، وهي دالة على خِفَّة عقل صاحبها، ولا سيما إن كان يُكثرُ الالتفات حال مشيه يميناً وشمالاً، وإمّا أن يمشي هَوْناً، وهي مِشية عبادِ الرحمن، كما وصفهم بها في كتابه، فقال: {وَعِبَادُ الرّحْمَنِ الّذِينَ يَمْشُونَ عَلَىَ الأرْضِ هَوْناً} [الفرقان: 63]

    قال غيرُ واحد من السلف: بسكينة ووقار من غير تكبُّر ولا تماوت، وهي مِشية رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فإنه مع هذه المِشية كان كأنما ينحط من صبب، وكأنما الأرضُ تُطوى له، حتى كان الماشي معه يُجْهِدُ نفسَه ورسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم غيرُ مُكْتَرِثٍ، وهذا يدل على أمرين: أن مِشيته لم تكن مِشية بتماوت ولا بمهانة، بل مشية أعدل المشيات. انتهى.


يعمل...
X