إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

صفوة الأمة ..أمير المؤمنين أبو الحسن -2- أنت مني وأنا منك

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • صفوة الأمة ..أمير المؤمنين أبو الحسن -2- أنت مني وأنا منك

    صفوة الأمة ..أمير المؤمنين أبو الحسن -2- أنت مني وأنا منك
    15-09-2011, 07:27 pm
    قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي رضي الله عنه (( أنت مني وأنا منك )).[1]

    وكان سبب الحديث : أنه لمّا تنازع عليّ وجعفر وزيد في ابنة حمزة ، فقضى بها لخالتها ، وكانت تحت جعفر ، وقال لعليّ : (( أنت مني وأنا منك )) . وقال لجعفر : (( أشبهت خَلْقِي وخُلُقي )).وقال لزيد : (( أنت أخونا ومولانا ))

    وقداستدل البعض بهذا الحديث على فضل علي على الخلفاء الثلاثة وتقديمه بالإمامة عليهم ؛ لأنه –في نظرهم- انفرد بهذا الثناء . ويرد عليهم بردود منها

    1-أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أثنى بهذا الثناء على عدد من الصحابة فقال عليه الصلاة والسلام عن الأشعريين :

    {
    إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو أو قلت نفقة عيالهم في المدينة جمعوا ما كان معهم في ثوب واحد ، ثم قسموه بينهم بالسوية . هم مني وأنا منهم ))([2]

    وكذلك قال عن جليبيب : (( هو مني وأنا منه ))[3]

    فروى مسلم في صحيحه عن أبي برزة قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مغزى له. فأفاء الله عليه ، فقال لأصحابه : (( هل تفقدون من أحد ؟)). قالوا : نعم ، فلانا وفلانا . ثم قال : (( هل تفقدون من أحد ؟ )) قالوا: نعم ، فلانا وفلانا وفلانا . ثم قال : ((هل تفقدون من أحد ؟)) قالوا : لا .قال: ((لكني أفقد جُلَيْبِيبًا ، فاطلبوه)) فطلبوه في القتلى ، فوجدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم ثم قتلوه فأتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فوقف عليه فقال (( قتل سبعة ثم قتلوه . هذا مني وأنا منه ، هذا مني وأنا منه )) قال : فوضعه على ساعديه ، ليس له إلا ساعدا النبي صلى الله عليه وآله وسلم . قال : فحفر له فوضع في قبره ، ولم يذكر غسلا )).

    فانتفى أن تكون هذه المميزة خصوصية لعلي لم يشاركه فيها أحد فيستدل بها في التفضيل بينه وبين الخلفاء الثلاثة

    وتبيّن أن قوله لعليّ : (( أنت مني وأنا منك )) ليس من خصائصه ، بل قال ذلك للأشعريين ، وقاله لجليبيب . وإذا لم يكن من خصائصه ، بل قد شاركه في ذلك غيره من دون الخلفاء الثلاثة في الفضيلة ، لم يكن دالاًّ على الأفضلية ولا على الإمامة . إنه من أساليب النبي صلى الله عليه وسلم في تربيته لأصحابه رضي الله عنهم حفاظا على نفسياتهم ! وبخاصة عندما يهيئ لأحدهم لتقبل أمر شاق على النفس كقصة الثلاثة مع ابنة حمزة أو لتقرير فضيلة أخلاقية أو قيمية كما هو التوجيه من خلال قصة الأشعريين ، أو تقرير مبدأ والإشادة به من خلال موقف كما هو في قصة جليبيب حيث التفت إليه عليه الصلاة والسلام ورفع من شأنه ...

    2-
    أنه غير مسلم أن يؤخذ ثناء لشخص انفردبه عن غيره فيوظف للتفضيل المطلق أو لاستحقلق الإمامة ، ققد أثنى عليه الصلاة والسلام على الثلاثة كل على حدة بما لم يثن على غيره بمثله ؛ كما أثنى على أبي بكر بكثير من الثناء وعلى أبي حفص وعلى عثمان رضي الله عن الجميع ...

    3-
    ومن معاني هذا الثناء -كما ذكر الشراح -أنت على طريقتي أو سيرك قريب من سيري ... وهو ما يرد على هذه الدعوى ... ويؤيده رواية الترمذي: ...و من لم يمالئ الحكام على الباطل فهو مني وأنا منه ... 4 فهو ثناء عام يصدق على الكثير من الفضلاء ...

    إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم معلم البشرية وموجهها ومربيها الأول ... ومكانة أمير المؤمنين أبي الحسن لا ينقصها أن يكون في المرتبة الرابعة في الصحابة بل في الأمة جمعا ... وقد سبقت إشادته لسلفه رضي الله عن الجميع في الصحاح ومواقفه المؤيده والمساندة للخلفاء قبله بالقول والفعل ... فما ذا يستفيد من يحاول أن يصطاد بالماء العكر ، ويسيء إلى صفوة الأمة بعد الأنبياء وعلى العلية منهم ؟

    -----------------------

    [1]
    رواه البخاري 2552

    2- رواه البخاري ومسلم ورقمه في البخاري 2354

    [3] -رواه مسلم27 / 2472

    4- الترمذي 609
يعمل...
X